الخميس، 22 فبراير 2018

التلعيب !! وليس التعليب


تأخرت طائرة العودة الى مدينتي وبعد رحلة سفر طويلة لم أخلد فيها للنوم الا اقل من ساعة ، لكن تأخر الطائرة جعلني أتابع من حولي بعد أن مللت استخدام الجوال ، إلا أن كل الأطفال من حولي لم يشعروا بهذا الملل وهم حاملون هذا الجهاز ، ألهاهم عن من حولهم وبالأخص أهلهم ، لم يكن فقط في الأطفال بل كان ايضاً سلوك الكبار . 
 وفي خضم هذا العراك البصري والتدقيق النظري ، جاءتني رسالة كادت ان تمحو هدفي ، وتقتل شغفي ، وتشطب رسالتي ، إلا أن الله منحني من يفهم رسالتي ، ويرثب على كتفي ويدعمني ، ومن يريد أن يشاركني الأجر ، هو يقرأ الآن مقالتي ويعرف أنني اقصده تماماً . 
أظن ( شطحت ) في موضوع المقال ،  ومازلت ( اشطح ) في خيالي ، و أرى كيف أن كل الأطفال لاهين في خلف شاشات اجهزتهم ، فحزنت اكثر وتذكرت حينما كنت صغيراً  لم تكن الملهيات كثيره 
دعوني اتوقف عند هذه الكلمة الملهيات أو وسائل اللهو او وسائل اللعب ، لم يكن لنا فرصة في ممارسة اللعب الامن خلال حصة الرياضة ، واقصى ما يحدث فيها ان 25 طالب يركضون خلف كرة واحده  . ان ذهبت يمينا ً ذهب الكل يمينا. غير أننا كنا نتبكر ألعابأً حركية واداركية تنمي مهاراتنا الشخصية والحسية والمعنوية . كنا نصنع العابنا ونتفنن في ابتكارها  ، العابنا حركية ، تنمي ذكائتنا المتعددة ( الكيرم ، البيربر ، البراجون ، والسبعه حجار ، صياد سمك)  وغيرها كنا نلهو ونلعب .. اللعب وما ادارك ما اللعب .
يخطئ من يظن أن اللعب هو وسيلة لهو لا فائدة منها ، بل إنه اداة ناجعة ومفيدة للتعليم في وقتنا الحاضر ، الوقت التي انعدم فيه اللعب الا من الالعاب الإلكترونية التي غزت الاسواق والافكار واضرت اطفالنا سلوكياً ومهارياً واجتماعياً وصحياً ونفسياً . فقد عكفت سابقا أنا وشريكيتي في احدى المشاريع على عدة بحوث لتجربة التعليم بالترفية ، والتي خلصنا منها لضرورة تفعيل هذه الإستراتيجية ، وإخراج طالبنا من التعليب الى التلعيب ، والتوعية بأضرار الألعاب الالكترونية التي تسبب العزلة الاجتماعية ، وقد شاركنا في العديد من الانشطة والفعاليات والمبادرات التي من اهمها مهرجان الزهور بدعم من ادارة التشجير بقطاع التشغيل والصيانة الداعم الرئيس والمحفز الاساسي لنا . 
اللعب : هو استغلال للطاقة الحركية والذهنية في آن واحد عبر نشاط ، إما أن يكون موجها أو غير موجه ، يقوم به الأطفال لتحقيق المتعة والتسلية بطريقة مباشرة .
واللعب مهما تعددت صوره ، يعد نوعاً من النشاط الحر الذي يمارسه الكائن الحي ممارسة تلقائية ولا يقصد من ورائه سوى المتعة المتمثلة في ممارسته ، وهو يعد ميلاً فطرياً عاماً وإن اختلفت أشكاله من سن إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر .
اللعب نوعان :
1 ـ اللعب الموجه :
هو اللعب الذي يكون مزوداً بألعاب مميزة ضمن خطط وبرامج وأهداف يحددها الكبار وينفذها الصغار .
2- اللعب غير الموجه :
هو اللعب الذي يكون من نسيج خيال الطفل وابتكاره ، انطلاقاً من بيئته كالألعاب التي تأتي تلقائية من ذات الطفل .
وقد استخدمت بعض المدارس العالمية هذه الاستراتيجية كأحد اهم الاستراتيجيات التي تبني عليها منهجية المدرسة .
ولا يقتصر اللعب على الصغار فقط فهو ايضاً للكبار " يقول نتشيه : في داخل كل منا طفل يتوق للعلب "
وقد ظهر اسلوب جديد قديم يتم استخدامه حتى في تعليم الكبار وتحفيزهم الا وهو التلعيب. 
"التلعيب في التعليم هو منحى تعليمي لتحفيز الطلاب على التعلم باستخدام عناصر الألعاب في بيئات التعلم، بهدف تحقيق أقصى قدر من المتعة والمشاركة من خلال جذب اهتمام المتعلمين لمواصلة التعلم. في السياق التعليمي يمكن للتلعيب ان يؤثر على سلوك الطالب من خلال تحفيزه على حضور الفصل برغبة وشوق أكبر، مع التركيز على المهام التعليمية المفيدة وأخذ المبادرة". 
لم تعد الاساليب التقليدية مشوقة للتعليم حتى مع ظهور العديد من النظريات والاستراتيجيات المستخدمة الا اننا نتوق للعلب في حياتنا فهو اكثر تشويقاً وتحفيزاً حيث ان من فوائد التلعيب على التعليم التي تجعل مبادرات تطبيقه ناجحة : 
  التلعيب يمنح المتعلمين كامل الحرية في امتلاك تعلمهم.
·  وسيلة تحفيز على التعلم الذاتي المستمر
·التلعيب يوسع هامش الحرية في الخطأ والمحاولة مرة أخرى دون أي انعكاسات سلبية وهذا ما يبحث عن التربويون .
· يساعد على مضاعفة الفرص لزيادة المتعة والفرح في الفصول الدراسية.
· التعلم بواسطة وسائل تعليمية مختلفة
· ربط التعليم بالحياة الواقعية والتطبيق العملي.
· إلهام الطلاب لاكتشاف دوافعهم الذاتية نحو التعلم.
 تفعيل استراتيجية التعليم بالترفيه هو أحدث وانجح استراتيجيات التعلم ، ، والافراط في استخدام الاجهزة الالكترونية أسهم في بناء جيل معلب ومغلف داخل صندوق صغير 
لذا علينا أن نعي دورنا ، وندعم هذه المبادرات التعليمية والتوعوية والتدريبية ، لكسر العزلة الاجتماعية ،وتوعية أطفالنا بضرورة الاستمتاع بطفولتهم من خلال أوجه الحياه الحياة المتعددة وطرق اللهو النافع والمفيد ،حتى لا يكونوا مقيدون في كلاليب الأجهزة فالحياة جميلة نحن من يصنع سعاتنا واستمتاعنا .

تحياتي

عثمان عطا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه