الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

نوم المدينة


~~~~~~~~~~~~~~~
تنام المدينة عندما يحتضنها الليل بين معاطفه ،
ويبتلع ضجيجها في مداءاته البعيدة ،
ويرسل السكون والهدوء على تلك الأهات والأنات
والزفراتوالتنهيدات
في منظومة تجمع بين القرب والبعد والغربة والهجران
والألم والأمل
والأحلام والأمنيات
والممكنات والمستحيلات
والنجاح والخيبات
والتوفيق والعثرات
والضحكات والعبرات ،
والفرح والترح ،
وأطياف الذكريات ،
وحشرجة الرغبات
وآثارالأنفاس التي غيبها الزمان ، وطوى معالمها النسيان ،
غصص تخنق الأنفاس ،
وانتشاء يلهب الإحساس ،
حبيب بعيد عن محبه ،
وغريب قريب ،
وقريب غريب
ينام الليل في المدينة ؛أو تنام المدينة فيه ؛
تلك جدلية ديالكتيكية عجيبة فكأني بهما وكلا منهما ينتظر الآخر ،
 ليل تمرد على النور
ومدينة تمردت على الحرك والضجيج .
فياليت شعري أيهما يأوي للآخر لينام ويستريح ويبتعد عن واقعه 
الذي يرزح تحت وطأته .
إنّ فلسفة الليل فلسفة عجيبة ،
فهو ذلك الفضاء الزمني الهادئ من حياتنا ،
والمخبأ الممتلئ بأسرارنا ،
مساحة زمنية يحتلها القمر والنجوم وترتخي فيها الآلام والهموم . 
وتتناجى عبر أثيرها النفوس . وتتهاتف على ضفافها القلوب .
 وتتوارد في خيالها الأماني والخواطر.
وتتراءي بعدستهاالصور والأحلام .
في صحائف الليل تُنسجُ خيوطُ الحكايات
وتُكتبُ فصولُ الروايات
ويٓختلي الحرف فيها بالجمال في خلوة زاهية
حيث يلتقيان في فضاءات الأفق البعيد
فيرسمان لوحة اللقاء
ويلونان الليل بألوان الوله ويخضبان المشاهد بنبض الشوق والهيام .
في ليل المدينة شمعة تحترق
ووردة تأتلق
ومن وجه القمر نور ينبثق.
على ضفاف الليل تلتقي القلوب ويتوحد النبض
وتعتلج الأمنيات في سماء الأحلام ، وترفرف الأرواح في فضاءات السكون
وتنتشي النفوس على مرافئ الرؤى وتتعانق الأماني في عالم الإيحاءات.
ويتحول سكون الليل إلى صخب القلوب
وضجيج الأرواح
وزفرات الأنفاس
وأنّات الثكالى والمظلومين .
حكايات الليل تعمق مشاهد الحرمان
وتروي عثرات الخلان
وتلهب المشاعر في الوجدان
وتجمع المحرومين في ثنايا الأحلام
صراع مرير بين الأمل والألم
والجراح والترياق !
والعتمة والإشراق
والرّي والإحتراق

"عظيمة دموع اﻻنثى"


هيبة هي دموع حواء ..
خير لها سقوطها
بعد شدة اﻷلم والمعاناة..
أن تخرج تلك اﻻهات ..
لكن كبيرة في حق ادم ..
ان يترك اﻷه تخرج منها ..
وﻻ يواسيها ..
حواء عظيمة كأنثي جميلة ،
كأم وخالة حنونة ،
كحبيبة وزوجة رومانسية ،
كأخت وعمة شجاعة وقوية ،
كأبنة وحفيدة قيادية ووفية .
فﻻ عاش وﻻ كان
من يفرح لدموعها ،
وتحية اكبار لكل من ،
يسلم على رأسها ،
ويقبل يديها ،
ويعتذر لها ،
ويضمها لصدرة ،
ويسلم عليها ،
وينحني ليها .
احبك ياحوا ،
كما انت بعيوبك قبل مزاياك..
واعشق حياك قبل حﻻك..
واحتويك بمشاغبتك
وبمشاكستك..
واحترمك بأرائك المتنوعة،
وأغليكي ومن غﻻك ،
احبك موت ..
وأموت فييك .