الأربعاء، 22 أغسطس 2018

«««« عُذْرًا يَاعِيدُ »»»» للشاعر / عمر بن عبدالعزيز الشعشعي



يَا عِيدُ هَلْ عُدْتَ بَعْدَ الْعَامِ تَعْرِفُنِي
أَمْ أَنَّ جُرْحًا طَغَى وَالآنَ تُنْكِرُنِي

حَلْوَاكَ يَاعِيدُ لَمْ أَطْعَمْ بِنَكْهَتِهَا
وَلَا التَّهَانِي بِصُبْحِ الْعِيْدِ تَحْضُرُنِي

الْقُدُسُ مَاتَتْ وَلَمْ نَحْضُرْ جَنَازَتَهَا
وَلَمْ أَعُدْ أَسْمَعُ الأَنْبَاءَ تُخْبِرُنِي

وَالشَّامُ يَاعِيدُ فِي سَاحَاتِهِ نَهَرٌ 
دِمَاءُ طُهْرٍ عَلَى الأَشْلَاءِ تَعْبُرُنِي

وَأَرْضُ بَلْقِيْسَ حَمْرَاءٌ لَنَاصُبِغَتْ
جِنَانُهَا الْخُضْرُ بِالأجْدَاثِ تُفْجِعُنِيِ

يَاعِيْدُ عُذْرًا فَلَمْ أَفرحْ بِمَن فَرِحَوا
وَدِجْلَةٌ نَهْرُهَا يَبْكِي وَيَجْرَحُنِي

يَاعِيْدُ مَاعُدْتَ إِلَّا حِيْنَمَا حَسَبُوا
لَنَا التَّوَارِيْخَ وَالآلامُ تَغمُرُني

الفُرْسُ بَاتُواعَلَى بَغْدَادَ مَرْقَصُهُمْ 
كَأنَّ هَارُوْن بَعْدَالْعِزِّ يَنْهَرُنِي

كُلُّ التَّهَانِي بِصُبْحِ الْعِيْدِ لِي كَمَدٌ
دَمْعُ الثَّكَالَى بِذَاكَ الْحَيِّ يُحْرِقُنِي

ذَاكَ الَّذِي كَانَ قَبْلَ الْعِيدِ يُضْحِكُنَا
فِي الْعِيْدِ يَاسَيِّدِي ذِكْرَاهُ تَهْجُرُنِي

بِمَا نهَنِّئُ والأطفَالَ قد فَقَدّوا
 أُنسٍّا لهمْ دمعُهم بالفَيضِ يُغْرِقُنِي ؟

يَاعِيْدُ عُذْرًا فَلَيِسَ الآنَ لِي عِيدٌ
والْحُزْنُ يَاعِيدُ بِالأَيْتَامِ يَضْرِبُنِي

يَاعِيْدُ عُذْرًا فَهَذَا الْوَرْدُ يَجْرَحُنِي
سُقْيَاهُ بِالدَّمِ مِنْ طِفْلٍ يُقَبِّلُنِي

فِي الْعِيْدِ قَدْ ألَبَسُوا أَفْرَاحَنَا كَفَنًا
وَجَمَّلُوا  النَّعْشَ والألْغَامُ تَنْثُرُنِي