الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

روحك ---------------معي تبتسم------!


ان روحك جميله أنالا اعلم حقا لا اعلم لكني اشعر بهاعندها تتوقف دموعي فأصمت واشكر ربي لانه قدر لي ان اعرفك ان اجد خليل رائع مثلك.كنت تجد ان همي هو همك..بالرغم انه لم يعنيك ابدافلم تتخلى عني.. وهذا جعلني اتنفس من جديدواقبل الحياه واحزانها بقلب جميل-- لانك معي.. لونت رماديه عالمي..بألوانك المشرقةوسمعت همسك..يقول ليظل دائما هناك امل جعلتني ابتسم..برغم من كل شي لانك..جعلتني ابتسم لن انسى ذلك لن انسى ذلك لن انسى ذلك فاحببت ان اكتبك..هنا..بإشراق من نوع اخر لانك فعلا امل اشراقي وافراحي بوجودك في اعماقي ..عندما يسكنني سواد الاحزان
همسه خاصه لروحك النقيه..ان امتلأ عالمي بغدر البشر .يكفيني ان اللمح برأه عينا--كصفاء قلبك..وروحك النقيه معك تلونت رماديتي..وعرفت كل الفصول.ونسيت خريفي..من قلبي اينما كنت --لقد ابحرت روحك بروحي الي شط الامان لقد توجست فيك الامل فانت الضياء والجمال في روحك وقدرك اختزلت كل الكيانات فلم اجدها الافي اسمك المهاب --ان اسمك يجري في وجداني وعقلي --لله درك ما اجمل روحك
وسلام علي روعك مع غروب شمس اصيل

الأحد، 11 أغسطس 2013

قتل تحت الحصار ..رحلة من أجل العلاج

تدور أحداث هذه القصة الواقعية في الفترة الزمنية ما بين العام 2005م حتى العام 2009م وهي تتكلم عن أحداث تعاقبت في مجرياتها عن إنسان كافح كثيراً من أجل الحصول على جرعة علاج حيث أن المريض هو المواطن الفلسطيني " هاني زهير مصبح " البالغ من العمر ثلاثين عام والمقيم في قطاع غزة المحاصر حيث أن المواطن الفلسطيني أصيب بمرض السرطان الخبيث بالغدة الدرقية في العام 2005م شهر أغسطس ولقد خضع المريض للكشف الطبي في مستشفى " بلسم العسكري " بمحافظة شمال قطاع غزة في مدينة بيت لاهيا وتحت إشراف الطبيب الأخصائي الجراح الدكتور/ أحمد شهوان أخصائي الجراحة العامة ، ولقد تم إجراء العملية الأولى لإزالة جزء من الغدة الدرقية وأخذ عينة للفحص لمعرفة نوع الورم وحين تبين بان الورم من النوع الخبيث خضع المريض لإجراء عملية ثانية لإزالة الجزء المتبقي من الغدة الدرقية وكان ذلك في شهر أكتوبر من العام 2005م ,
هنا بدأت المعاناة بعد تحديد نوع الورم فأصبح على المريض إكمال علاجه خارج حدود قطاع غزة وذلك بأمر من الطبيب المعالج لأن مثل هذه الأمراض وخصوصا ًالسرطانات الخبيثة فهي بحاجة إلى فحوصات خاصة من نوع " الرنين المغناطيسي" و" المسح الذري " وكذلك بحاجة إلى العلاج الخاص من نوع " اليود المشع " وهي جميعها غير متوفرة في قطاع غزة نظراً لوجود الاحتلال وسيطرته على كافة المعابر الحدودية التي من خلالها يخرج سكان قطاع غزة إلي شتى بقاع الأرض، فقطاع غزة صغير جدا ًوهو شريط حدودي ساحلي صغير الحجم مساحته " 360كيلو متر مربع".
يحده من الجنوب جمهورية مصر العربية ويحده من الغرب البحر الأبيض المتوسط ويحده من الشرق والشمال الحدود الإسرائيلية بقواتها العسكرية وهي أرض فلسطينية الأصل احتلت في الفترة الزمنية ما بين عام 1948م وعام1967م ويبلغ التعداد السكاني للقطاع قرابة مليون ونصف المليون وله بوابتان رئيسيتان وهما البوابة الشمالية وهي ما تعرف ببوابة " ايرز" ويشرف عليها قوات الاحتلال منها يذهب سكان قطاع غزة إلى مناطق الضفة ومناطق إسرائيل ، والبوابة الثانية وهي البوابة الجنوبية وهي ما تعرف باسم " بوابة رفح البرية" وهي متاخمة للحدود المصرية وهي بإشراف السلطة الفلسطينية والأوروبيين المراقبين ويشاركهم الرقابة الإسرائيليين بموجب نص اتفاقية المعابر الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بخصوص فتح معبر رفح البري وكان هناك معابر أخرى ولكنها معابر اقتصادية ومن الأشياء الأخرى التي تتضمنها الاتفاقية والتي من خلالها يتحكم الطرف الإسرائيلي في التأثير علي حياة الفلسطينيين بشكل
*ما تم الاتفاق علية بشكل عــام في اتفاقية المعابر لعام 2005م
يتم افتتاح معبر رفح بمجرد ما يصبح جاهزاً للتشغيل بناءاً على معايير دولية وتماشياً مع مواصفات هذه الاتفاقية وبالوقت الذي يتواجد فيه الطرف الثالث في الموقع وهم الأوروبيين، مع تحديد الخامس والعشرين من تشرين الثاني كتاريخ للافتتاح.
استخدام معبر رفح ينحصر في حاملي بطاقة الهوية الفلسطينية ومع استثناء لغيرهم ضمن الشرائح المتفق عليها. ومع إشعار مسبق للحكومة الإسرائيلية وموافقة الجهات العليا في السلطة الفلسطينية.
يتم تركيب الكاميرات لمراقبة عملية التفتيش
وبذلك يكون معبر رفح المعبر الوحيد بين قطاع غزة ومصر (باستثناء معبر كيرم شلوم للفترة المتفق عليها)
" فمن خلال كاميرات وضعت بداخل المعبر لهذا الغرض لا يتم فتح المعبر نهائيا َفي حال تغيب الأوروبيين وهذا ما كان يحدث كثيرا،الجانب الفلسطيني إلتزم بغالبية بنود الاتفاقية الموقعة بالعام2005م ولكن الجانب الإسرائيلي كما تعودنا لا يلتزم أبدا ولا ينفذ البنود المتفق عليها وهكذا هو حالة مع الجانب الفلسطيني منذ عودة السلطة الفلسطينية لأرض الوطن ولا حسيب ولا رقيب من قبل المجتمع الدولي بل علي العكس دائما تجد حق الفيتو الأمريكي يستخدم في مجلس الأمن لصالح الإسرائيليين ولمنع اتخاذ أي إجراء ضد إسرائيل لعدم التزامها بتنفيذ المعاهدات ،بل وتجد أمريكا بصريح العبارة تعلن على لسان وزير خارجيتها بأنها فشلت في إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان في القدس المحتلة.
بالبداية استطعت السفر من خلال معبر رفح والتوجه إلى مستشفى الهلال الأحمر بالقاهرة بمصر الجديدة وإجراء الفحوصات من نوع الرنين المغناطيسي في مركز الدكتور/جلال مراد بمدينة مصر الجديدة وإجراء المسح الذري في مركز الحياة الطبي بالإضافة إلى فحوصات أخرى كثيرة ومن ثم الحصول على جرعة العلاج الأولي من "اليود المشع" في مستشفى الهلال الأحمر بالتنسيق مع مركز الحياة الطبي وبعدها خرجت من المستشفى ولكن يجب العودة بعد "6 شهور" لإجراء الفحوصات مرة أخرى والخضوع للعلاج من جديد.
وحين أتي موعود السفر إلى مصر من جديد تأخرت ولم أستطع السفر ًبسبب الأوضاع السياسية في قطاع غزة وعدم استقرارها وعدم التزام الأوروبيين بالحضور إلى المعبر.
بموجب الاتفاقية يغلق المعبر أبوابه أمام المسافرين من المرضى والطلاب وأصحاب الاقامات ولكن عندما يفتح المعبر أبوابه استطيع السفر وغالباً ما كنت أتأخر عن موعد علاجي لفترات ليست بالقصيرة فهي تتجاوز الثلاثة شهور وهي تعتبر فترة مهددة لحياة المرضى وخاصة طبيعة المرض الفتاك الذي لا يعرف الأعذار وبسبب تلك الاغلاقات مات العشرات بل المئات من المرضى الفلسطينيين في قطاع غزة لعدم تمكنهم من السفر إلى مصر أو غيرها من الدول العربية والأجنبية لتلقي العلاج اللازم.
أذكر من الأحداث التي أدت إلى إغلاق المعبر وكان ضحيتها المسافرين من المرضى وغيرهم ، وهي اختطاف الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" بالعام25/6/2006م ذلك الجندي الذي كان على رأس عمله في الموقع العسكري الإسرائيلي الواقع في الأراضي الفلسطينية والذي يمارس جنوده وضباطه جرائم الحرب التي يشهدها العالم جميعا لأولئك الجنود وقياداتهم ورغم أن ذلك الجندي يفعل ما يفعل من الجرائم فمن وجهة نظر الإسرائيليين لا يحق لنا كفلسطينيين الدفاع عن أنفسنا ومحاربة محتلين أرضنا وقاتلين أطفالنا فكان خطف الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط"جريمة نعاقب عليها كفلسطينيين أما الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والبالغ عددهم أكثر من "10آلاف"أسير فلسطيني وفيهم عدد من النساء والأطفال وعدد من الأسرى اللذين تم اختطافهم من بيوتهم فهذا مسموح للجيش الإسرائيلي فعله ..
عزيزي القارئ تابع جيداً وأعلم بأن هناك شعب عربي لم ولن تنتهي مأساته وأعلم جيداً بأن هذا الشعب هو شعب فلسطين ، ففي العام 2006 بدأت الأحداث تتعاقب في قطاع غزة والأمور تتفاقم بين السلطة الفلسطينية " فتح " وبين المعارضة " حركة حماس" حتى بلغ الأمر شدته وتدخلت دول عربية لإصلاح ذات البين واقسم الطرفين قسمهم ويمينهم في أطهر بقاع الأرض في مكة مدينة بيت الله الحرام أقسم الطرفان على أن لا يتقاتلوا وأن يتصالحوا ولكنه من المؤسف جداً يبدوا أنهم أقسموا على أن لا يتصالحوا وأن يستمروا في سفك دماء أبناء شعبهم الذي كان ضحيتهم .
عادوا من مكة ولم يتوقف الصراع وكانت المؤامرة وهي تواطؤ السلطة الفلسطينية وتآمرها وخيانة بعض مسئوليها استطاعت حركة حماس التي كانت تسيطر على المجلس التشريعي الفلسطيني بأغلبية ساحقة تمثل ثلثيه فقد وصلت حماس إلى سدة الحكم من خلال تراكمات عديدة سئم منها المواطن الفلسطيني كان يرتكبها بعضا من المسئولين وأصحاب النفوذ مما جعل المواطن الفلسطيني يعيد النظر في ذلك وأن يختار الوجه الجديد في تلك الفترة وكانت حركة حماس في أوج عطاءها اللا محدود من النضال والكفاح الذي أعجب كل مواطن فلسطيني بما فيهم رجال الأمن بالأجهزة الفلسطينية ولقد صوت بالانتخابات لصالح حركة حماس من قوات الجيش الفلسطينية وأخص بالذكر جهاز الأمن الوطني ما نسبته"30%" وأتطرق إلي بعضا من الأفعال التي جعلت المواطن يختار حركة حماس وأذكر منها علي سبيل المثال:
الفساد الذي كان ينمو على يد رجل يبطش كما يشاء على مرئي ومسمع من الجميع دون فعل شئ ذلك الرجل الذي كان يرأس جهاز الاستخبارات العسكرية منذ قدوم السلطة الوطنية أرض الوطن وهو اللواء / موسى عرفات أحد أقرباء الرئيس الشهيد/"ياسر عرفات" ، يفعل ما يشاء من الاستبداد و الاضطهاد دون حسيب أو رقيب واضعاً حوله زمرة من الفاسدين والقتلة وهم جمعياً خارجون عن القانون ، وكذلك الرجل الآخر اللواء / غازي الجبالي الذي كان يرأس جهاز الشرطة الفلسطينية , وكان مكتب الشرطة هو مكتب خاص به يحق له فعل ما يفعله دون أن يطبق عليه القانون الذي هو بالأساس رجل الشرطة هو رجل تطبيق القانون فذلك المكتب ليس ملكاً لشخص وإنما ملكاً لعامة الشعب الفلسطيني يحمل شعار تطبيق النظام والقانون ..
وكذلك معاناة المواطن في المؤسسات الخدماتية وخصوصاً قطاع الصحة والتعليم والجميع يعلم أن هناك الكثير من أبناء فلسطين بحاجة للعلاج خارج أرض الوطن نظراً لقلة الإمكانيات في قطاع غزة بسبب الاحتلال فكان هناك ما يسمى بنظام التحويلات للعلاج بالخارج ، فتجد أن أصحاب النفوذ يحصلون على التحويلات في وقت قصير وسريع و إن كان بعضهم ليسوا بحاجة لها و أن من يحتاجها حقاً تجده ينتظر ويترجى ولا حول ولا قوة له إلا بالله وتجد كثيراً من أصحاب الرموز السامية تجدهم يحولون ويعالجون في أفضل الأماكن المتاحة أما الآخرون فلا يهم أين يكون علاجهم فهم السادة ونحن العبيد .
قد يعتقد الكثير أني معادياً لحركة فتح أنا لست معادياً لأحد ولكني لا أمثل الظلم مع العلم أنني رفيق جبهة نضال شعبي فقد تذكرت مقولة الأمين العامل لجبهة النضال الشعبي رحمة الله الدكتور / سمير غوشة وإنني أشهد له بوطنيته ونضاله ذات يوم كنا باجتماع في مكتب النصيرات بالمحافظة الوسطى وكنا قد تكلمنا عن الفساد وهكذا أمور فقال جملة مازلت أتذكرها قال : " لكي تصبح شوارعنا جميعها مضاءة ونظيفة علينا أن نسكن بكل شارع من شوارع غزة رجل برتبة عقيد " هكذا هو حالنا كمسئولين نسلب حقوق الآخرين ولا يهم من يدفع الثمن ، صحيحاً أم المواطن يدفع الثمن بالحال والنظام والسلطة يدفع الثمن بالوقت اللاحق ولو نظرت إلى قطاع التعليم وهو من أهم القطاعات بالمجتمع الفلسطيني تجد أن المواطن البسيط تسلب حقوقه داخل هذا القطاع إذا لم يكن ذو نفوذ أو رموز حركتهم فتجد أن الخدمات والدعم المالي في هذا القطاع لا يخدم إلا القليل ممن يستحقون فتجد أن هناك طالبة والدها لا يعمل أو أن والدها متوفى وليس لها من يعيلها ولا تتمتع بالخدمات المقدمة والإعفاءات المادية المقدمة من الجهات المانحة وبالمقابل تجد هناك فتاة والدها يعمل محافظاً أي أن ابنته ليست بحاجة لإعفاءات متكررة في كل فصل دراسي ولكن النفوذ واسعة تستوجب ذلك لنيل رضي المسئولين .
هكذا سئم المواطن حالة الفساد والاضطهاد والفوضى وغياب النظام والقانون وتسلط كثيراً كم من الناس تحت مسمى رجال وطنيين وبحجة أنهم مطلوبين لإسرائيل أولئك الكاذبين المسلحين بأسلحة الأجهزة الأمنية مشكلين فرق لقمع المواطن وحماية المسئول أولئك الكاذبين اللذين لا تجدهم إلا في الصفوف الأمامية للاستعراض بعد انتهاء الاجتياح وفي الاحتفالات مع احترامي للقليل منهم ممن يقاومون ولكن عذراً أكثرهم سيئن لذلك احترم قرار السيد الرئيس محمود عباس حين اصدر التعليمات وأصر على أن يسلم كلاً منهم بندقيته هم لأنها فعلاً ليست وطنية وإنما هي قاطعة طريق سئم منها المواطن فقد أساءت تلك البندقية كثيراً في قطاع غزة ففي كل يوم تجد أحد العصابات تغلق الطرق أو تحتل البريد وهو مؤسسة فلسطينية أو يسيطروا على مبنى المحافظة أو الداخلية أو يختطفوا الأجانب الزوار في بلدنا اللذين أتوا لخدمتنا في فلسطين وأسوء ما قاموا به إطلاقهم النار على موكب الرئيس وإغلاق الطريق إمامه كل تلك الأفعال من أجل حصولهم على مناصب أعلى ونفوذ أكثر فكثيرا ًمنهم احتل منصبه بزج الباب وإليكم الكارثة الأكبر وهي أن آلاف من خريجي الجامعات والكليات لا يجدون فرص عمل
وفي الدعاية الانتخابية للطريق الثالث الدكتور/ سلام فياض تم الكشف عن أكثر من ثلاثين ألف وظيفة وهمية لأشخاص غير موجودين بأعمالهم يصرف لهم رواتب ، فلو جمعت تلك الكلمات عزيزي القارئ فستجد ملخصاً واضحاً في أسباب فوز حماس وانهيار فتح ..
بعد سيطرة حماس على غزة بالعام 2006م أغلقت كل المعابر كلياً وفرض الحصار حتى شلت الحركة تماماً أمام المواطن الفلسطيني علماً بأن الحصار فرض على قطاع غزة منذ اختطاف الجندي الإسرائيلي " جلعاد شاليط " من قبل حركة حماس ولكن اشتد الحصار وأصبح دولياً بعد "الانقلاب" الذي قامت به حركة حماس وأصبح يدفع الثمن المواطن الفلسطيني سواء كان من فتح أو حماس أو من غيرهم أو حتى المواطن العادي ومن المؤسف حقاً أن من يدفع الثمن هو شخص ليس من أحد طرفي الصراع أو المسئولين عن الصراع من الطرفين وأن طرفي الصراع لا يدفعوا الثمن ويذهبوا أينما يشاءوا ومتى يريدوا وتفتح أمامهم جميع الأبواب,
أما المواطن العادي يمنع عنه كل شئ يمنع عنه الدواء والغذاء والوقود والكهرباء وأصبحت الحركة في غزة مشلولة بلا دواء أو كهرباء أو وقود فعدنا ممارسة الحياة التي كان يعيشها الإنسان البدائي ورضينا بذلك ولكن أبسط مقومات الإنسان البدائي لم تعد موجودة لدينا فلا نجد حتى قوت يومنا أو ما نضمد به جراحاتنا أو ما نمارس به حياتنا بأدنى المستويات ،
وبالعودة الى رحلة العلاج .. حاولت السفر من خلال بوابة قطاع غزة الشمالية بوابة" ايرز" ولكنني لم استطع , فكنت مرفوضاً ولم يسمح لي بالدخول من تلك البوابة لتلقى العلاج ومازلت لا أعرف السبب وأظن أنني منعت لأنني فلسطيني ، وهذا ليس عيباً بل يزيدني فخرا ًأنني إنسان عربي فلسطيني .
اشتد الحصار وازداد الخناق حتى بلغ أعلى الصرخات فالكل أصبح يصرخ وليس المريض وحده حتى توجه الشعب إلى الحدود المصرية وثم تحطيمها والدخول إلى الأراضي المصرية وهو ليس من حقنا دخول أراضي الآخرين هذا بالوضع الطبيعي أما في ظل الأوضاع التي تكلمنا عنها فيصبح الأمر مقبول وجائز فالضرورات تبيح المحذورات ، بالبداية حاول رجال الأمن المصري منعنا ولكن الإدارة المصرية سمحت لنا بالدخول والتسوق وتحولت الحدود المصرية الفلسطينية إلى سوق عام لا يسمح للفلسطينيين بالتعمق كثيراً داخل الأراضي المصرية .
بعد أن مات العشرات نتيجة هذا الحصار كل شئ ممنوع فظهر لنا شئ جديد اسمه الأنفاق التي لم تخدم المواطن نهائياً تلك الأنفاق على الحدود المصرية مع قطاع غزة التي كانت بمثابة سوق سوداء أو حتى أشد يدخلون من خلالها مقومات الحياة للمواطن يدخلونها بثمن بخس ويعطونها للمواطن بإضعاف مضاعفة ، صحيح أن تلك الأنفاق نفست عن المواطن ووفرت لو القليل القليل من الاحتياجات ولكنها أضرت بنا أكثر من أن تنفعنا وأساءت إلينا كثيراً وظهر النصابين والمحتالين وهم كثر.
ولكن الأهم من ذلك كان هناك مواطنين محاصرين في غزة هم مرضى بحاجة للعلاج داخل مصر وجزء آخر هم من الطلاب في مصر وبلاد أخرى وكذلك جزء كبير من أصحاب الاقامات في دول عربية وأجنبية كانوا بحاجة للسفر وكنت أنا أحدهم علماً بأنني مصاب بمرض السرطان الخبيث بالغدة الدرقية وكنت آنذاك بسبب الحصار متأخر عن إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية وتلقي العلاج اللازم من المسح الذري للجسم وهو علاج من نوع اليود المشع الممنوع دخوله لغزة بسبب الحصار وهو علاج نووي لا يمكن دخوله لغزة بأي شكل من الأشكال.
رحلة سفر غير مشروعة قانونية ومشروعة إنسانيا .
دخلت أنا المواطن الفلسطيني من الحدود المصرية بطريقة غير شرعية أنا وصديقي سامي محمد الأشعل الذي كان يريد السفر إلى المملكة العربية السعودية لمشاهدة والده الذي يحتضر من شدة المرض في مستشفي سعودي بالرياض وكان صديقي منذ أعوام لم يتمكن من مشاهدة والده بسبب الحصار المفروض على غزة وحين أتيحت لنا الفرصة بالدخول للأراضي المصرية على أمل أن يحقق كلا منا هدفه وكانت أهدافنا بسيطة ومشروعة وتدعمها قوانين حقوق الإنسان,
و استطعنا اجتياز الكثير من الحواجز العسكرية المصرية من خلال الدخول من البساتين الزراعية والتوجه إلى المحافظة بالعريش وجلست أمام مبنى المحافظة بكل أدب واحترام وكان هناك لجنة من رجال الشرطة المصرية تسجل كل فرد يصل وإلى أين سيسافر جلسنا لأكثر من أسبوعين حتى تم اتخاذ قرار في قضية تواجدنا فأمرونا بالتوجه نحو الميناء البحري وهناك كانت لجنة أخرى وعلى حسب إثباتات كل مواطن يتم ختم جواز السفر الفلسطيني والسماح له بالدخول للقاهرة في فترة أقصاها 72 ساعة لعمل اللازم ومغادرة أرض مصر هذا بالنسبة للمواطن الفلسطيني المسافر لبلد عربي أو بلد أجبني وكان صديقي الأشعل واحد منهم.
هنا تبدأ رحلة العذاب من أجل العلاج بعد تأخري عن موعد العلاج الذي استمر لأكثر من عام بعد الحصار ولم يكن أمامي سوى الدخول إلى الأراضي المصرية بطريقة غير مشروعة قانونياً ولكنها مشروعة إنسانيا .
هنا سأتكلم لكم عن رحلتي كيف بدأت لتعلموا ما كان فيها من مغامرات وصعوبات جميعها من أجل الحصول على جرعة علاج من "اليود المشع".
عبرت الحدود المصرية في شهر فبراير من العام "2007م " وكان هناك عشرات الحواجز العسكرية المصرية على الطرقات عبرت الحدود بعد صلاة المغرب أي مع حلول الظلام واستطعت تخطي الحاجز الأول بعد الحدود برفقة صديقي وبالقرب من الحاجز الثاني في منطقة تعرف باسم الماسورة سلكنا طريق وعرة ومظلمة ومن وسط الحقول الزراعية والأشجار قطعنا طريقنا ووجدنا العشرات من الفلسطينيين يسلكون نفس دربنا ولكل واحد منا هدفه الخاص وقد نتشابه كثيراً واستطعنا قطع مسافة طويلة كانت متعبة ومنهكة جداً أجبرتنا على ترك أمتعتنا وخاصة أن الطقس كان شديد البرودة فاذكر أنني تركت جميع أمتعتي وبقيت معي حقيبة صغيرة بها لباس شخصي قليل وملف العلاج ونقودي وجواز سفري ولا أحمل شيئا ً آخراً .
استمر السفر في تلك الطرقات ودوريات الشرطة تلاحقنا وقد أمسكت بالكثير منا ، استعنت أنا وصديقي وعدد قليل من الذين وجدناهم في الطريق بدليل من السكان البدو والذي ساعدنا في توفير سيارة مكشوفة من نوع "تويوتا" لنقلنا وقد حصل الدليل والسائق على أجرة يتقاسموها بينهم ما قيمته 150 جنيه لكل فرد وكنا تقريبا 17 راكب علماً بأن الأجرة في الوضع العادي هي لاتتجاوز 10 جنيهات مصرية استطعنا الوصول إلى مبني المحافظة بالعريش ووجدنا أناس كانوا قد سبقونا إلى نفس المكان وكان هناك العديد من الصحافيين والمصورين مما جعل رجال الأمن يتعاملون معنا بحذر وكان يجب على كل شخص جديد يصل إلى المكان دخول المحافظة وتسجيل اسمه والمكان الذي يريد الذهاب إليه وما لفت انتباهي هو أنهم لم يسألوني لماذا أنا هنا علي أراضيهم المصرية أو لماذا أريد الذهاب للقاهرة وكذلك الأمر لم يسألوا الباقيين، فعلمت بأن هناك أمر ما بعد تسجيل البيانات..
نعود إلى الشارع ونلتحف الأرض وتغطينا السماء والبرد قارص والنساء تنام بداخل مسجد بالقرب من المكان ونحن الرجال بالشارع وجميع الفنادق والشاليهات بالعريش لم تستقبلنا وكذلك الشقق السكنية يرفض أصحابها تأجيرها لنا خوفاً من الأمن المصري ، استمر حالنا هكذا لأكثر من أسبوعين وأهل الخير من الناس وأصحاب الجمعيات أحضروا القليل من البطانيات وقدموا ما يستطيعوا من الطعام ولكن في مجملها غير كافية وما علينا إلا أن نشكرهم فلهم منا جزيل الشكر ، بعد اليوم السابع من الأسبوع الثاني لمعاناتنا استطاع الأمن المصري التفكير بدهاء والتخلص من الأزمة الفلسطينية على أراضيهم المصرية التي صارت حديث الصحف المعارضة ووكالات الأنباء.
بعد انقضاء أسبوعين طلب الأمن المصري من الفلسطينيين المتواجدين أمام المحافظة التوجه إلى ميناء العريش البحري فتوجهنا جمعياً وكان ذلك بعد صلاة المغرب بعد السادسة مساءاً وهناك جمعت جوازات السفر لم أكن مطمئناً ولذلك لم أسلم جواز سفري وجلست أراقب عن كثب فمن كان يريد السفر خارج ارض مصر ثم ختم جواز سفره ومنحه 72 ساعة لمغادرة الأراضي المصرية استمر ذلك الأمر حتى الساعة الواحدة ليلاً حيث أنه كان عدد المتواجدين بالمكان تقريباً 3500 فلسطيني منهم حوالي 1500 فلسطيني يريدون الذهاب للقاهرة وهم من المرضى والطلاب جلسنا ننتظر وإذ بعدد كبير من سيارات الشرطة التابعة للأمن المركزي تحاصرنا بالمكان حيث لا يوجد صحافيين أو وسائل إعلام وكان عدد الشاحنات أكثر من 45 سيارة أمن مركزي وبها عدد كبير من جنود الأمن المركزي . أصبحنا الآن بين فكي الأسد وإذ بالمسئول يحضر جوازات سفرنا وحولنا ثلاثة أطوق من رجال الأمن المركزي وبدأت الأصوات تتعالي ولكن المعاملة كانت قاسية والمشهد مخيف وبدؤوا بالمناداة على أصحاب الجوازات وتحميلهم بالشاحنات لترحيلهم والعودة بهم إلى قطاع غزة من حيث أتوا.
أحمل جواز سفري في جيبي ولكن كيف سأخرج من المكان بدأت أفكر ولم أجد الحل وإذ بالإلهام من رب السماء سمعت امرأة وزوجها من اللذين ختمت جوازات سفرهم وسيذهبون لمطار القاهرة ولكنهم بقوا بالمكان ينتظرون فتاة من صلة قرابتهم تريد الذهاب للقاهرة ، تلك الأسرة تحدثت للمسئول وشاهد جوازات سفرهم وصرخ عليهم قائلاً امشي يا مدام بتعملي هنا إيه بسرعة تحركي " وكان رجال الأمن يشاهدوا ويسمعوا كلام المسئول وبعدها المسئول كان مشغول بالمكان بشكل عام والأسرة توجهت لحمل أمتعتها فأخرجت جواز سفري وسرت حيث تسير تلك الأسرة فظنوا أنني واحد من تلك الأسرة وهكذا خرجت من المكان وعدت إلى المسجد بالمكان القريب من المحافظة لأخذ حقيبتي وكان بالمسجد نساء وأطفال وكالمعتاد لم يتغير أسلوب رجال الشرطة فتسمع صوت سيارات الشرطة على بعد مئات الأمتار فعلمت أنهم قادمون للمكان فركبت سيارة أجرة وركبت معي امرأة عجوز يزيد عمرها عن 65 عام تريد إجراء عملية غير متوفرة في قطاع غزة ، وسألنا السائق إلى أين نريد أن نذهب ؟ فكنا لا نعلم وأخذ يتحدث معنا وكان متعاطف معنا وغاضب من تصرفات الأمن المصري وطلبنا منه بأن يوصلنا إلى مكان آمن إلى مسجد يكون بعيد عن الأنظار ودخلنا مسجد صغير وافترشت الحصير ونامت المرأة العجوز وطوال الوقت كانت تهديني بدعواتها وتقول أنت بمثابة ولدي علماً بأن ولدها الحقيقي تم احتجازه وترحيله إلى أن طلع النهار وعدنا إلى مكان قريب من المحافظة وكان هناك أناس لم يكونا متواجدين بالميناء البحري العريش هربوا مثلنا وعادوا مجدداً وفي ذلك اليوم أجرى معي لقاء الصحفي الأستاذ " محمد البهنساوي" من صحيفة مصر اليوم تكلمنا فيه عن سوء المعاملة والتصرفات اللا أخلاقية بحق المرضى .
وبعدها غادرت المكان وتوجهت إلى موقف العريش وجلست هناك اترقب وأناظر عن كثب السائقين فالتمست بأن أحد السائقين باستطاعته مساعدتي في الوصول إلى القاهرة فرفض السائق الأول خوفاً من حواجز الأمن ، أما السائق الثاني قبل بشرط أن ادفع أجرة قيمتها 1500 جنيه وتوصلت معه إلى أنني سأدفع 1000 جنيه وكان قد أدركنا وقت العشاء 7 ليلاً وكان السائق أصله فلسطيني من قطاع غزة مقيم في العريش ولديه بطاقة مصرية اصطحبني إلى بيته وشربنا الشاي كنوع من الطمأنينة وبعدها طلبت منه أن يوصلني إلى السوق لقضاء الليلة فبيتهم لا يسمح ببقائي وبالصباح الباكر ننطلق في رحلتنا ، وصلت للسوق وكان حارسه رجل مصري بدوي أقاربه في فلسطين أخبرني بهم وعرفتهم بشكل عام وقضيت ليلتي مع هذا الحارس وهو رجل بسيط التفكير غير متعلم ولكنه يحمل في داخلة أصالة شعب عريق عرف بأصالته وحبه للفلسطينيين ، بالصباح الباكر اتصل السائق بعد صلاة الفجر ولم يحضر بسيارة الأجرة وإنما حضر بسيارة والدة وهي ما تعرف في مصر بالدبابة وبها صناديق فارغة للدجاج وأحضر معه حطة حمراء لأرتديها على راسي لأصبح في لباس مثل أهل العريش وذهبنا إلى محل استأجرنا دراجة هوائية عجلة وأثناء مرورنا بوسط مدينة العريش شاهدنا منظر غريب وهو أن الشرطة المصرية بالعريش صنعت دائرة من حواجز المرور وسط مدينة العريش بالشارع ووضعت بداخلها جميع الفلسطينيين الذين تمسك بهم في شوارعها وهكذا تركتهم طوال الليل حتى الصباح ومن ثم ترحيلهم إلى غزة .
مشيت برفقة السائق في رحلتنا وبالقرب من الحاجز الأول أوقف السائق السيارة وأرشدني على الطريق الذي سأسلكه بالدراجة الهوائية لأصبح خلف الحاجز وكان هو بانتظاري وهكذا قطعت الحاجز الأول والثاني حتى الحاجز رقم 12 كان أصعبها حاجزان حاجز استغرق مشياً بالرمال قرابة ساعتين ونصف وأنا أسير مشياً على الأقدام برفقة الدراجة وأشاهد الحاجز من بعيد إلى أن أصبحت في أمان وأكملت طريقي مع السائق الشجاع والحاجز الآخر وهو أصعب من جميع الحواجز التي تخطيتها وهو حاجز قناة السويس حيث أنني سلكت طريق العبارة وليس كبرى مبارك للسلام لتفادي عملية التفتيش والتدقيق الشخصي ولكن من أجل الوصول للعبارة كان يجب على تخطي العديد من الحواجز العسكرية غير الحواجز التي ذكرتها وكان هناك أعداد كبيرة من رجال الأمن تراقب العبارة وتفتش السيارات التي تريد صعود العبارة ولحسن حظي أنني ركبت دراجتي وسرت بمحاذاة أشخاص آخرين مصريين يسيرون على دراجات هوائية وسلكت الطريق دون النظر في عيون أحد لتفادي مناداتهم لي وهكذا بلغت "العبارة" وكان قد أخبرني السائق عن الطريق الذي يجب أن أسلكه على الجانب الآخر للخروج من البوابة ولكني أخطأت ودخلت من بوابة تؤدي إلى رصيف الشحن.
ذلك الرصيف يمنع المواطن المصري من المشي عليه حيث أن حارس البوابة بلباس عسكري يصفر بالصفارة من أجل أن أعود ورجال الأمن المركزي على ذلك الرصيف أمامي يأشرون بأيديهم للذهاب إليهم فعلمت بأنني سلكت طريق خاطئ فنزلت عن الدراجة واتصلت على السائق فأخبرني بأنني أخطأت ويجب العودة فركبت الدراجة وعدت من حيث دخلت فصرخ حارس البوابة قائلاً أنت بتردش ليه فقلت باللهجة المصرية "معلش يا باشا أصل أخوي عامل حادثة ودماغي قلبت .
فقال لي "أمشي من هنا" ومشيت وأكملت طريقي وعلمت بأن الله معي ويسهل أمري وكنت طوال الطريق أحمد الله وأشكره على نعمه وكنت أرجو بأن يسهل طريقي وبعد قناة السويس كان الطريق آمناً وكأننا دخلنا بلد آخر طبيعة مختلفة وحياة مختلفة ولا يوجد حواجز صعبة إلى أن وصلت للقاهرة وأكملت طريقي إلى مدينة الشيخ زايد بالقرب من محافظة أكتوبر الساعة 2 ليلاً فكانت رحلة شاقة تعذبت بها كثيراً وصلت المكان سلمت على أصدقائي ونمت من شدة التعب ولم استيقظ إلى باليوم الثاني وقت العصر الساعة 4 عصراً وبعد أن استرحت باليوم الثاني ذهبت للسفارة الفلسطينية بالقاهرة طالباً مساعدتهم في حل مشكلتي وهي أنني موجود داخل مصر بشكل مخالف للقانون وكل ما أريده منهم هو ضمان تحقيق العلاج في معهد ناصر الطبي دون ترحيل فأخبروني بأن لديهم كشف بأسماء الفلسطينيين أمثالي تم ترحيلهم ومنهم أشخاص مصابون ولديهم عمليات جراحية وتم ترحيلهم وطلب منى موظف السفارة بالعودة إلى غزة من جديد رغم أنني أخبرته بأن لا فرصة لي للعلاج سوى جمهورية مصر العربية فأخبرني قائلاً " لن نستطيع فعل شيئاً لكي" ، وهكذا غادرت السفارة الفلسطينية فكان ذلك سبباً رئيسياً في التوجه للمفوضية "هيئة الأمم المتحدة للاجئين", والحصول على ملف لجوء وكان اسم الموظفة المسئولة عن ملف لجوئي هي"رانيا الجندي" وقابلتها في هذا الشأن مرتين علي الأقل.
وأخبرني أحد الأصدقاء الفلسطينيين اللذين أتواصل معهم في غزة عن شخص فلسطيني موجود بالقاهرة يقدم الخدمات ويأخذ الرشوة وأن باستطاعة هذا الرجل حل مشكلتي وختم جواز سفري ليصبح وجودي بالقاهرة قانوني فاتصلت بهذا الرجل وإذ به يطلب مبلغ 800$ دولار ويقول بأنه يخدمني وأن المبلغ ليس له فلم يكن باستطاعتي دفع هكذا مبلغ ولم أعد اتصل به مجدداً وبقيت في مصر بشكل غير قانوني لفترة زمنية تزيد عن الشهرين وذات يوم كان صديقي ذاهباً إلى السفارة الفلسطينية لإصدار جواز سفر فلسطيني جديد وكان ذاهباً على موظف من طرف أشخاص يعرفهم وهناك جلسنا بالسفارة الفلسطينية بالطابق الثاني بالمكتب على يدك اليسار بجوار السلم وتحدثنا في موضوعي وسبحان الله كل شئ بالرشوة ليس مستحيل فطلبوا مني 200$ دولار فأخذوا جواز السفر والشخص الذي حضر إلى السفارة وأخذ النقود وجواز السفر اسمه سامر من قطاع غزة وخلال 24 ساعة عاد ومعه جواز سفري وقد وضع عليه أختام الدخول بتاريخ مسبق بتاريخ ختم جوازات السفر بالميناء البحري بالعريش ، هذا الشخص الفلسطيني علمت لاحقاً بأنه اكتشف أمره من قبل المباحث المصرية وتم ترحيله إلى قطاع غزة .
وهكذا استطعت من الذهاب إلى مستشفى معهد ناصر وإجراء الفحوصات من مسح ذري للجسم وتلقي العلاج من نوع اليود المشع تحت إشراف الطبيب الأخصائي بقسم الأورام الدكتور / مجدي قطب بارك الله فيه وهكذا هي حياتنا وطرقاتنا تملأها الأحداث والأشواك وللقصة بقية
 .
للكاتب الفلسطيني/هاني زهير مصبح
موبايل/00970599356764

hani_mos49@hotmail.com

تحت نيران الاحتلال تحترق الطفولة

 
أنا كاتب ينشر أجنحته في كل مكان..
أحب أن أغوص في كافة مجالات المعرفة..
احلق بخيالي بعيداً فخيالي لا حدود له..
لذا تراني أكتب عن كل الأماكن وعن مختلف الجنسيات فلا أرض تحدني 
ولا جنس يثير تحفظي..
أرى أن للكلمة سحرها في النفوس..
والقراءة غذاء للعقول لا يضاهيه غذاء..
لذا سمحت لقلمي أن يخط ما يحلو له من كلمات..
وأطلقت لروحي العنان في أن تحلم وتتخيل وتؤلف ثم أقدم هذا الفكر والخيال للقارئ الواعي وأدخله إلى عالمي..
قصتي تتحدث عن ثلاثة أطفال هم بمثابة أصدقاء يعيش كل واحد فيهم في أسرة فلسطينية مكافحة وهم أحمد ، هدى ، خلدون جميعهم أطفال فلسطينيون لكل واحد منهم قصة حزينة .
أحمد طفل صغير ولد في ظل أسرة صغيرة يبلغ من العمر خمسة سنوات وأبوه عامل بسيط اسمه سعيد أمه وداد وله أخ أكبر منه يبلغ من العمر عشر سنوات اسمه علاء .
أما الطفلة الثانية وهي هدى يتيمة الأب والأم تربيها جدتها آمنة وخالتها سعاد وخالها حسام.
أما الطفل خلدون فهو يعيش في أسرة شتتها القدر وفرقها.
أسرة مكونة من الأب حسين وهو في سجن الاحتلال والأم سلمى وأخوين هما محمد ومحمود.
أحمد طفل فلسطيني كان يبلغ من العمر خمسة سنوات حين أتي الاحتلال إلى فلسطين بالعام 14/5/ 1948م وهو عام النكبة وله أب بسيط عامل حرفي اسمه سعيد وأم لم تكمل في دراستها سوى مراحل قليلة من التعليم لا تتعدى مرحلة دبلوم المعلمين اسمها وداد وله أخ أكبر منه، يبلغ من العمر عشر سنوات اسمه علاء .
تلك هي أسرة صغيرة ولكنها مليئة بالأحداث التي ينزف لها القلب ، فبينما كان أحمد يستعد للذهاب للمدرسة بالعام المقبل مع أخيه علاء فرحاً بذلك الشئ ، لأن أمه وعدته بأن تشتري له حقيبة مدرسية ولباس المدرسة الجميل الذي حلم به منذ الطفولة فأتي الاحتلال وسلب تلك الفرحة من خلال ما جرى لوالدة سعيد.
تلك الأسرة كانت تعيش في" تل الربيع" وهي ما تعرف اليوم تحت وطأة الاحتلال " بتل أبيب" فأخرجهم الاحتلال من بيتهم الجميل من مدينة عريقة عرفت بجمالها ومكانتها وطبيعتها الخلابة الآسرة للقلوب والساحرة للعيون من شدة جمالها من خلال مجازر ارتكبتها عصابات الاحتلال الصهيوني آنذاك مما
أرغمهم على التوجه إلى قطاع غزة للعيش فيه وقد تعرض والد أحمد للضرب المبرح لإرغامه على ترك البيت والمدينة ولم يأخذ معه إلا أسرته وبعض أوراقه ومفتاح بيته ، وتوجه إلى قطاع غزة ليجد هيئات أممية ومنظمات إنسانية توفر له بيتاً جديداً من الخيام تحت أشعة الشمس الملتهبة فرشها التراب وقليل من الماء لا يكفي لقضاء الحاجة فكان معهم مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يسكنون قبلهم ويشاطرونهم تلك المأساة استمر هذا الوضع طويلاً امتد لأكثر من عام حتى تجمع المشردون بالإكراه من منازلهم في تجمعات سكنية جديدة أطلق عليها اسم " كامب " أي مخيم وهي مخيمات لا تصلح للعيش على الإطلاق ولو أسميتها بكل المسميات فهي لا تصلح لشئ في هذه الحياة .
انتقل الطفل الصغير أحمد وهو الآن في الرابعة من عمره مع والده وأخيه علاء للعيش في مخيم اللاجئين الجديد وبدأ والداه يتعايشون مع الوضع الجديد المفروض عليهم تحت وطأة الاحتلال وبدأ الأب العامل الحرفي يبحث عن عمل من جديد ليوفر قوت يومه لأسرته المكافحة ولكن لا تنسوا أن الأب تعرض للضرب المبرح ولديه آلام في العديد من أنحاء جسمه أشدها في العمود الفقري بالظهر وفي مفاصل قدميه وفي ظل حياة مزرية ومياه غير صالحة للشرب ظهرت أمراض آخري منها " حصوي في الكلية والمرارة " وعلى حسب تقرير الأطباء آنذاك أصبح ليس بمقدور الأب العمل ، وأزداد حال الأسرة سوءاً , وأصبح ليس بمقدور الأب شراء الحقيبة المدرسية لابنه الصغير أحمد وبدلاً من أن يذهب أحمد إلى المدرسة فقد ذهب إلى أزقة الطرقات برفقة أخيه الأكبر علاء يبتاعون المناديل ليوفروا شيئا َيعيلهم ويوفر قوت يومهم وفي أغلب الأوقات لا يستطيعوا توفير شيئا َوالأم تعمل في مدرسة ولكنها لا تستطيع براتبها الزهيد أن توفر كافة أعباء ومتطلبات الحياة وخصوصاً بأن العلاج المطلوب لزوجها غالي الثمن وأن الحياة الجديدة في معسكر اللاجئين ينقصها كل شئ مما يجعلهم يعيشون أسوأ حياة بسبب ما فعله الاحتلال مما دعي المدرسة الفاضلة تعمل في شئ آخر بعد عملها كمدرسة ألا وهو الغزل والنسيج ولكن بمجموع ما تقوم به الأسرة الفقيرة من أعمال لا يكفي لتوفير دواء الأب الذي يجلس بالبيت تحت صرخات المرض ، الأم المدرسة حققت جزء بسيط من حلم طفلها وجعلته يذهب إلى المدرسة ولكن أحمد لا يستطيع حضور المدرسة بشكل يومي فكان يحضر يوماً ويغيب كثيراً بسبب الوضع المزري الذي تعيشه أسرته .
أما هدى فهي يتيمة الأب والأم وهي طفلة صغيرة كانت تعيش في كنف والديها الذين قتلهم الاحتلال في دير ياسين وفرت هاربة مع جدتها آمنة وخالتها سعاد وخالها حسام اللذين نجوا بأعجوبة بعد أن غدرت بهم عصابات الهاغانا وعصابات شترن الصهيونية بقيادة " آرائيل شارون " آنذاك تلك العصابات التي اغتصبت سعاد عنوة ورغم عن إرادتها فما هم إلى كوحوش أو حتى الوحوش والحيوانات لها قليلاً من الاحترام لأن لكل منها سلوكيات تحترم أما تلك العصابات فعجزت أن أجد لها وصفاً أو مسمياً ولكن هذا ما حدث لوالدي هدى من قتل ولخالتها سعاد من اغتصاب هربت تلك الأسرة من دير ياسين متوجهة إلى قطاع غزة وفي عيونهم دموع لم تجف إلى يومنا هذا وفي قلوبهم جرح مازال ينزف ، الجدة العجوز باعت
ما تملك من مجوهرات وحلي كانت ترتديه أثناء هربها مع ابنتها سعاد وابنها حسام من أجل أن توفر ولو الشئ القليل الذي يبدؤون فيه حياة جديدة تختلف في مآسيها ولو بشئ قليل عن الآخرين .
استطاعت توفير عمل لابنها حسام من خلال بيع الأقمشة والثياب وإدخال هدى المدرسة وتوفير احتياجاتها ولكنهم عاشوا نفس الحياة التي عاشها كل فلسطيني في بادئ الأمر ، فلكل فلسطيني نفس الحكاية ونفس الجراح ونفس المأساة تختلف في الحجم فقد تزيد أو تقل ولكنها موجودة وتعيش بداخلنا والمجرم والعدو هو نفس المجرم لنا جميعاً وهو الاحتلال الصهيوني أنظر عزيزي القارئ كيف أتت تلك العصابات إلى فلسطين ؟ ومن الذي أتي بها ؟ الحركة الصهيونية موجودة بالعالم منذ القدم ولكن ليس لهم وطن ودائماً يعملون ويحلمون بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
بدأت تتوافد أنصار الحركة الصهيونية في تكتلات وتجمعات لتغزوا فلسطين بعد معاهدة" سايكس بيكو، ووعد بلفور المشئوم" في العام/  14/7/1917م ذلك الوعد البريطاني الذي كانت فلسطين واقعة تحت انتدابه ، فمن لا يملك أعطى لمن لا يستحق ، فالمسئول عن مأساتنا إلى يومنا هذا هم البريطانيين والمتكالبين علينا اللذين كانوا يزودوا تلك العصابات بالسلاح والعتاد ويزودوا العرب والفلسطينيين بالسلاح الفاسد الذي خذلنا وأوقع الخسائر في صفوفنا وظهرت حركات قومية فلسطينية كثيرة وقيادات عريقة لتدافع عن حقنا في فلسطين مثل عز الدين القسام ومثل عبد القادر الحسيني " وعطا الزير " ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي الذين تم إعدامهم أمام شعوب الأرض جميعاً وبدماء باردة أولئك أشخاص فلسطينيين ناضلوا للدفاع عن حقنا وحق أطفالنا في فلسطين للدفاع عن مقدساتنا ولكن تلك العصابات لم يردعها شئ فما بقي مدينة فلسطينية إلا ودمروها وعذبوا نسائها وقتلوا أطفالها وشيوخها ودمروا أشجارها ومآذن مساجدها فمال زال التاريخ شاهد على تلك الجرائم / دخلت عصابات الهاغانا في دير ياسين وارتكبت أروع و أبشع المجازر فقتلت ما لا يقل عن 254شهيدا ووقعت مجزرة دير ياسين في قرية دير ياسين، التي تقع غربي القدس في 9 نيسان عام 1948 على يد العصابتين الصهيونيتين: أرجون وشتيرن، بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسبن، وراح ضحيتها أعداد كبيرة من أهالي القرية من أطفال وكبار ونساء وشباب.
وساهمت مذبحة دير ياسين في تهجير الفلسطينيين، لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين، ولعلّها الشعرة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948. وأضفت المذبحة حِقدا إضافيا على الحقد الموجود أصلاً بين العرب والإسرائيليين،العصابات الإسرائيلية قتلت 256 فلسطينياً وحرقت منازل المواطنين واغتصبت النساء فدخلوا بيت هدى الطفلة الصغيرة فاختبأت بالفراش وشاهدت مقتل والدها ومقتل أمها
وأحرقوا المنزل ولم يكتفوا وكان بجوار منزل هدى منزل جدتها العجوز التي ارتعبت خوفاً واقتحموا منزلها واعتدوا عليها بالضرب فلم تحتمل ابنتها ذلك المشهد فأرادت أن تدافع  سعاد عن أمها العجوز وأثناء محاولتها إبعادهم عن العجوز مزق أحد أفراد العصابة ملابس سعاد فتحركت غريزته الحيوانية وهو ومن معه من المجرمين وتركوا العجوز واغتصبوا سعاد رغم عنها ، حاولت سعاد منعهم ولكنها لم تستطع وبعد أن فعلوا ما فعلوا من ضرب واعتداء واغتصاب لم يكتفوا فأحرقوا المنزل وخرجوا.
 حسام أخوها لسعاد هو وقلة قليلة من شباب البلدة كانوا على أطراف دير ياسين يساعدون الأهالي الهاربين والفارين من الموت على أيدي تلك العصابات ، كان حسام يساعدهم في إرشادهم لبعض الطرقات الآمنة التي تحمي الأهالي
 وصغارهم من أيدي المجرمين.
الطفلة هدى تقف في بيتها المشتغل تشاهد أمها وأبيها وهم ملقيان على الأرض والنار تلتهب وتزيد ، فلم تدرك شيئاَ غير أنها لجأت هاربة على بيت جدتها تستغيث بهم فحضنتها جدتها وفروا هاربين مع من فروا وعلى أطراف البلدة وجدوا حسام وأكملوا طريقهم إلى قطاع غزة وكان في انتظارهم البيت الجديد وهو خيمة تلتهب تحت أشعة الشمس وبجوارهم مئات الآلاف من الخيام وخزانات مياه كما ذكرنا سابقاً لا تكفي لقضاء الحاجة ، كان مشهداً حزيناً ومؤلم للغاية الكل جالس على باب الخيمة والكل ينظر بالآخر ويسودهم الصمت ولكن الحزن يتكلم والدموع تجري من بين سيل مدامعها الشيخ والعجوز يبكي والطفل يبكي والمرأة تبكي الكل يبكي ومنهم من كان يعرف مصير من فقده من أهله ومنهم من لا يعرف فالذين شاهدوا أبنائهم وآبائهم شهداء أموات في أزقة الطرقات وساحات البيوت ومنهم من خرج وفر هارباً من الموت تاركاً صغاره وأطفاله ولا يعرف مصيرهم ومنهم من تشتت إلى يومنا هذا فمنهم من فر هارباً إلى غزة ومنهم من فر هارباً إلى لبنان ومنهم من فر هارباً إلى الأردن ومازالت تلك المخيمات قائمة لتشهد على أبشع جرائم الاحتلال الصهيوني الذي لن يرحم التاريخ أولئك البريطانيين بوعدهم المشئوم وعد بلفور وكذلك لن يرحم تلك المؤسسات والمنظمات الحقوقية التي تحاسب مجرم وتترك آخر فإن كان هناك حقاً مجرمون بالعالم فلن نجد أشد من الإسرائيليين إجراما ًووحشية ولكن صبراً فلن يرحمكم التاريخ .
أما الطفل خلدون فهو ضحية مثل مئات الضحايا فأبوه حسين وقع في أيد الاحتلال وأصبح أسيراً قابع في سجونهم ومعتقلاتهم والأم سلمي هي وغيرها في مدينتها من شدة الفزع الخوف فروا هاربين إلى قطاع غزة فكان ابنها الأصغر خلدون وهو من استطاعت حمله والهرب فيه، أما ابنيها الآخرين محمد ومحمود أحدهم فر هارباً لوحدة مع أسرة فلسطينية أخرى من نفس بلدتهم إلى قطاع غزة ومحمود فر هارباً مع أسرى أخرى اتجهت إلى الأردن وهكذا أصبحت الأسرة مشتتة الأب سجيناً والأم مع طفلها خلدون وابنها محمد الذي عثرت عليه في مخيم اللاجئين بقطاع غزة ومحمود بالأردن والذي ما زال لا أحد يعرف عنه شيئاَ فلا طريق للتواصل بين الفلسطينيين فليس هناك من سبل بينهم فلا أحد يعرف إلى أين اتجه الآخر والسبب آلة
الموت البشعة التي نجد في قلوب الحيوانات رحمة عن قلوبهم فلا أعرف كيف تجرد هؤلاء البشر من آدميتهم وإنسانيتهم واستطاعوا قتل الجنين في بطن أمه وقتل الأطفال الصغار واغتصاب سعاد وغيرها وضرب الشيوخ والنساء وقتل ما قتلوه وحرق ما حرقوه من بيوت ومنازل وأشجار فمهما تكلمت ومهما وصفت فلن أوصف لكم إلى القليل القليل من وحشية أولئك المجرمين المحتلين الذين مازال التاريخ شاهد على مجازرهم بالصوت والصورة والذين ما زال فينا الشاهد الحي الذي يتكلم ويجسد تلك المأساة فما زالت مخيمات الشتات شاهدة على تلك الجرائم في كل مكان في قطاع غزة وبالأردن وسوريا ولبنان فما زال هناك الملايين من المهاجرين المحرومين من حق العودة إلى وطنهم فلسطين وهم مشتتين في كافة أرجاء المعمورة في كافة بقاع الأرض ، فما زالت سجون ومعتقلات السجان مليئة بالأطفال الصغار الذين أسرت طفولتهم وحرقت خلف القضبان ومازال الصمت يخيم على عقول وقلوب زعماء العالم ، لا أعرف ما هو ذنب الطفل الصغير فما هو الذنب الذي ارتكبه الطفل الفلسطيني ليحرم من طفولته وتحرق تحت نيران الاحتلال ولكن ليس عجباً من لا يملك وطني باعه بعين من العطف والرضي لمن لا يستحق ، لا عجب أيها البريطانيين تبيعون وطناً غير وطنكم وأنتم لستم بمالكيه تبيعون فلسطين بكأس من الخمر كان مغمور به بلفور وجوارحه جامحة تجاه ساقطة صهيونية جعلته يبيع فلسطين بعين من العطف والرضي لبني صهيون الذين لا حق لهم في فلسطين ولا استحقاق ، مأساة وكارثة على مستوى البشرية والإنسانية ترتكب بحق أطفال فلسطين وشعب فلسطين وليس هناك من مغيث ، فما كان علينا نحن كفلسطينيين إلا القبول والعيش في المخيمات داخل وخارج أرض الوطن نشاهد مدننا وقرانا بأم أعيننا ولا نستطيع العودة إليها ، فما هو شعورك حين يشاهد الطفل الصغير ويدرك المكان فيعلو صوته قائلاً : أبي ذلك فناء بيتنا لما لا نذهب ونعود إليه لألعب فيه من جديد ؟
ويصيح الطفل مرة أخرى :
 أبي هناك شجرة زيتون جدي وبها مرجوحتي فلما لا نذهب لألعب بها ؟
فما كان من الأب إلى الصمت والدموع تنهمر ألما على ما أصابه و أصاب أسرته وأطفاله.
 وأسر فلسطينية أخرى أصبحت بعيدة كل البعد عن أرضها ووطنها فقد أصبحت تلك الأسر في مخيمات في سوريا والأردن ولبنان وأخرى في قطاع غزة ، ورغم التباعد الجغرافي بين ساكني تلك المخيمات إلا أنك تجد نفس المعاناة والمأساة يحيياها الفلسطينيون في كل مكان وتجد الهيئات الأممية والمنظمات الإنسانية تقدم جزءاً بسيطاً من الخدمات التي تنعش حياة الفلسطينيين في كل مكان لتحول بينهم وبين الموت ليبقى أطفالنا أحياء وأننا شيئاً فشيئاَ قبلنا بالحياة الجديدة بعيداً عن أرضنا الفلسطينية المسلوبة ولكن هيهات هيهات أن يكون لهم ذلك فما زال التاريخ الفلسطيني يتوارث من جيل إلى جيل ، تلك المؤسسات التي ذكرتها أقامت الوحدات السكنية والوحدات الصحية والمدرسية كنوع من التعايش وبعد ذلك أرادوا لنا التطبيع والانخراط في تلك المجتمعات العربية التي نقيم مخيماتنا عندهم كما حدث بالأردن فقد منحونا الجوازات الأردنية وكما حدث في مصر فقد منحونا الوثيقة المصرية وهكذا أراد المتآمرون على الشعب الفلسطيني طمس هويتنا لإنهاء حق العودة ، وبعد مرور أعوام على تلك المجازر قام أحد مسئولين الهيئات الأممية
والإنسانية بزيارة قطاع غزة على اعتبار أن غزة جزء من الوطن الفلسطيني فإن أهل مخيماتها لن يفكروا بالعودة إلى " تل الربيع " ودير ياسين وحيفا ويافا وعكا وغيرها من المدن الفلسطينية ولكن انظر ماذا حدث في تلك الوحدة المدرسية التي زارها المسئول الأممي والذي تفأجا به هو ومن معه في ذلك الوفد ، حين طلب من بعض الأطفال بأن يحدثوه عن طفولتهم في تلك المدرسة وفي ذلك المخيم الذي يعيشون فيه .
فكان خلدون أحد طلاب تلك المدرسة فوقف وقال بصوتِ عال ، أنا طفل فلسطيني ، أعيش وحيداً في وطني المسلوب ، قتل الاحتلال أهلي أبي وأمي ، قتل طفولتي ، أنا طفل صغير كباقي أطفال العالم ، أحمل في عيني البراءة في همساتي ولمساتي معنى الطفولة ، أصحو في الفجرية على صوت زقزقة العصافير أركد في بستان جدي وأداعب الفراشات وهي تطير بين الأزهار .
صمت خلدون لبرهة من الزمن وقال : أما أنتم أطفال العالم فلا اختلاف بيننا تحملون أيضاً معنى البراءة ومعنى الطفولة .
إذاً فما الفرق بيننا وبينكم ؟ كلانا أطفال بريئين ، إذاً لما هذا هو حالنا ؟
نعم إنني أعرف الجواب ، على الرغم من أنني طفل صغير ، لقد قتل الاحتلال طفولتي وسلب مني كل أحلامي .
وكان أطفال المسرح في تلك المدرسة أعدوا تلك الأغنية وصعدوا إلى خشبة مسرحهم 


وأنشدوها وهي :
طيري طيري يا عصفورة أنا طفلة حلوة صغيورة
طيري طيري يا عصفورة وغني وغني في المعمورة
أنا أجمل عصفورة غني وألعب ويا البنت الأمورة
والبنت الحلوة الشطورة بتقطف وردة وترسم صورة
طيري طيري يا عصفورة
طيري طيري يا عصفورة  وعجناحك أجمل حدوثه
فيها كلمة فيها بسمة فيها غنوه فيها رسمه
رسمتها البنت الأمورة صورة لماما وصورة لبابا
طيري طيري يا عصفورة
وبعد انتهاء الأغنية انسحب الأطفال من على خشبة المسرح ودخل خلدون وأحمد وهدى ومجموعة من الأطفال وقالوا لم تنته الأغنية وبدوا بالنشيد :
طيري يا حمامة واحكي الحكاية
أنا طفل فلسطين وبيدي غصن الزيتون عش اليمامة
وصوت البارود قتل الحمامة
وقع غصن الزيتون وقتل السلام وأيامه
وإحنا ما عدنا نلعب خوف وحرب ودمار
والخوف ساكن في عيوني وعصحابي واللي يحبوني
وين الضمير يا عرب ليش قلوبكم بالخوف صارت مليانة
بين الحطام الأطفال ماتت واللعبة ضاعت أكثر من هيك ما ظل اهانة
ثم يتوقف الجميع عن الغناء والنشيد وتتقدم من بينهم طفلة حزينة في خطواتها صامتة ويبدو على وجهها حزن شديد تعرف معناه قبل أن تبدأ بالكلام ، أنظر ماذا تقول:
أنا طفلة صغيرة .... ولدتني أمي دون أن أراها.... رباني جدي .... علمني كيف أصبر على ما أصابني .... وحين صار عمري 7 سنوات رأيت عيون جدتي المستديرة تحدق بي ..... تتذكر ابنتها التي فقدتها وهي أمي ... لها في عيوني ذكريات أليمة .... فحين تراني تتذكر فناء البيت العتيق ... تتذكر كيف كانت أمي تعد الأيام لتراني ..... وكيف قتلها الاحتلال فصارت ذكرى حزينة ...... تحدق بي جدتي وهي خائفة مما قد أراه لاحقاً .... كنت ألعب في البستان وألاحق الفراشات .... كنت أقطف أجمل الزهرات ...... رغم أنها كانت صغيرة .... وكروم العنب حملي ..... كنت أنام تحت أشجار الزيتون ..... عند ساعات الظهيرة أملأ الجدع بنقش .... ثارة اسمي وثارة أحلامي .... عندما كنت صغيرة لا أدري كيف كانت الأيام والسنين تمضي كأحلام صغيرة تختبئ بين كراسي وصورة ..... عندما كنت صغيرة ..... كنت أجمع عناقيد من الحنبلة وأطهوها مع جدي في إناء من الصفيح..... كنت ألهو بعروس من الورق صنعتها لي جدتي .... ثارة تصنع لي طيارة ورقية ... وثارة تصنع لي طاقية .... وكنت لا أدري ... ما الذي تريده جدتي ... ولكني أدركت بعض الشئ .... حين شعرت بأن أفتقد لحنان أمي ...  ولحضن أبي الدافئ .... كنت ألهو كيفما أهوى .
واليوم أين طفولتي ؟! أين عروستي ... عمري 7 سنوات صغيرة .... فأنا أول من قُتل على أيدي أعداء الطفولة .... حرموني أن أري أبي وهو أسيراً..... حرموني أن أرى أمي وهي قد ماتت ... وحرموني أن أري نفسي في مرآة أحلامي البريئة ... فاتركوني كي أعيش طفولتي ولو للحظات قصيرة ..... اتركوني ....اتركوني وبعدها تسقط الطفلة على الأرض مغمى عليها من شدة الحزن والألم والموسيقى الحزينة هي اللحن الحزين الذي يستمع إليه الحضور وبعد ذلك يخرج الأطفال من علي خشبة المسرح المدرسي ويدخل مجموعة أخرى من الأطفال ومعهم طفلان هما " سليم وحسن " سليم يجلس على يمين المسرح حزين وعلى اليسار ثلاثة أطفال ثم يدخل " حسن" على المسرح ويدور الحديث والحضور يستمعون بإصغاء شديد
حسن :- مرحباً صديقي سليم ما بك .... أراك حزيناً أخبرني يا صديقي .
سليم : - آآآه آآآه ويتنهد طويلاً ويقول ماذا أخبرك يا صديقي
حسن :- ما بك أخبرني ... أخبرني يا صديقي .... هل أغضبتك في شئ .
سليم :- لا ..... لا يا صديقي
حسن :- إذن ما الذي أصابك من حزن وألم..... وما هذا الحزن الذي أراه في عيونك
سليم :- انه الاحتلال ...الذي سلب مني كل شئ .... سلب أرضي ووطني ... قتل أمي .... أسروا أبي ... سرقوا لعبتي .... سلبوا كل شئ مني .... حرقوا أشجاري وهدموا بيتي أمام عيني ... حاصروني وجوعوني وسرقوا البسمة من على شفاهي .... أمطروا الدمع في عيوني ... انه يقتلني .... والعالم في غفلة نائمون .... ينظرون دون أن يتحرك له شئ من السكون .... الاحتلال يا صديقي ... إنهم وحوش فارة من الغابات ..... في كل يوم يستشهد الكثير الكثير من أطفال فلسطين .... ولا أحد يسمع نداءاتنا.... فأين حقوق الطفل .... أين حقوق الإنسان.
صحيح أن عزيمتنا قوية لكن .... لكن يكفينا ألماً يكفينا .... أنظر يا حسن ..... انظر يا صديقي ... هؤلاء ثلاثة أطفال مثلنا تركوا مدارسهم ... حرموا طفولتهم ..... تاهوا بين رمال الصحاري وبين أشجار الغابات وعناء الدنيا ... سلهم من تكونوا ؟...وما هي أحوالهم وستسمع منهم ما لم تأتي به الصحف وما لا تعرفه شاشات التلفاز ، يدور هذا الحوار والموسيقى الحزينة تخيم على الأجواء .
ويبدأ الأطفال الثلاثة كل واحد منهم يسرد حكايته فكان أولهم ابن الشهيد .
كلما فتحت كتابي تذكرت أبي حين كان يعلمني كيف أقرأ
اشتقت إليه كثيراً واشتقت لأصحابي ولقائي مع الأستاذ
اشتقت لفناء مدرستي وطابور الصباح
ضاعت أحلامي وحطمت آمالي وعيوني عم تدمع
وصرت ليلي ونهاري في الشوارع بين الزقاق
أبحث عن لقمة عيش ألاقيها وإن لاقيت اللقمة ما بشبع
كتب على الزمن وآلامه تتبدل الأحوال
أنا كنت ابن العز مضرب الأمثال
ليش ما في عدل ...... ليش....... ليش
بدي منكم كلمة حق واضحة مثل الشمس
تلمع مثل البرق مش ورق مثل الفضة هش
بدي شهادة صدق اسمعها تنقال
ابن الشهيد يا ناس ليش ما تحضنوه
ليش يا مجتمع ما تكرم لروح الشهيد أبوه
اللي مشى درب البطولة والنضال
حمل هموم الوطن وما نزل هالأحمال
واستشهد عشان الوطن والعروبة
مش حرام أعيش في جراح طول العمر
حكم علي الزمن أنا ابن شهيد
إني أصير بعد هالحال عتال
هو الميزان انكسر أو البخت ميال
ثم يأتي دور ابن الأسير في الكلام فيقول:
انا طفل عمري 7 سنوات أنا الثالث بعد أختين
على الرغم من صغر سني اللي يشوفني يقول عني في العشرين
أبويا أسير من يوم ما كنت جنين في رحم أمي
أختي الكبيرة ممتازة في المدرسة .... مصروفها ما في
والصغيرة مريولها ما عاد ينفع تروح فيه المدرسة
وأمي عشان توفر المصروف تشوف الويل في عز الليل
حاجة ما فيها كسوف تشتغل خدامة في البيوت
عشان اللقمة اللي تعيشنا عشان القوت
و إن ما عملت هيك كلنا من الجوع راح نموت
وتركت أصحابي ومدرستي وقلمي وكراستي
وصرت أبحث بين الزقاق عن شغله ألاقيها
وهالبحث طول وما لاقيت
وحزني على أمي وإخواني زاد مش قادر أتحمل
وما كانت شغله قدامي إلا أمد ايدي وأتسول
في الشوارع والزقاق والحارات عبواب الجوامع ومواقف السيارات
ليش يا عالم ابن الأسير ابن الشريف ينزل
وين الضمير وين؟؟؟ بدي الجواب منكم ؟؟؟ بدي الحل
وبعدها يأتي دور الطفل الثالث بالكلام وهو ابن العامل
أنا ... انا حكايتي طويلة ومليانة آلام
أنا ابن عامل بسيط ونشيط ومش كسلان
يطلع قبل صلاة الفجر ويرجع بعد غياب الشمس
طالع عالأمل يمكن يلاقي أي عمل وما يقولوا عليه عاطل
على هالحال صارلو سنتين
على أمل يلاقي شغل نعيش منو
حتى أنا مش لاقي مصروف مدرسة ولا حتى ثمن دفتر
وحكم القدر يمرض أبوي اللي برقبتو عيلة كبيرة
وارتمي أبوي المسكين بفراش المرض
وصرت أنا حامل على كتافي حمل كبير
وشلت الشيلة وما في في اليدين حيلة ولساتني طفل صغير
رحت أدور على شغلانة بلكي هالحال يتبدل
لكن ايش بدي أعمل وأنا طفل ضاعت على المدرسة وحلمي بالمستقبل
وصرت أمسح السيارات في الشارع
وبصراحة هالشغلة لطفل مثلي صعبة ما تنطاق
من الرايح ومن اللي جاي اتبهذل
لكن بقول يللا الرزقة من الله ومصير هالحال يتبدل ويتغير
وهكذا ينهي الأطفال الثلاثة قصتهم الواقعية على خشبة المسرح
ويدخل غيرهم من أطفال فلسطين ليقدموا أنشودتهم التالية بعنوان " أنا طفل البساتين"
أنا طفل البساتين الخضرة فلسطين أمي وبيه
أنا طفل فلسطين صوت الحزن ينادي عليه
أحزان تناديني آلام توديني لبلدي المأسورة قدام عينيه
حرموني من ماما حرموني من بابا حرموني من بلادي فلسطين الأبية
والدمعة الساكنة في عيوني عصحابي اللي حبوني وفرقوني
بأتمنى شمس الحرية تعود عبلادي حرة عربية
ثم يصرخ الأطفال جميعاً على خشبة المسرح قائلين : " يا ضمير العالم اسمعنا وخلينا نعيش بحياة ومعني" ثم يعود سليم وحسن للحوار من جديد
سليم :- طول عمري وأنا بحلم أعيش في دنيا كلها حب وسعادة ما فيها ظلم وعدوان وما فيها قاتل ولا مقتول ، دنيا كلها عدل ومساواة وضمير وإنسانية ، إحنا عايشين في غابة ، الحياة فيها للوحوش وللأقوى.
حسن:- ماذا أصابك يا صديقي ؟ صديقي سليم أصبر واجعل أملك في وجه الله كبير وغداً سينتصر الحق وستشرق شمس الحرية وفجر الاستقلال سيولد من جديد ويعود الحق لصحابة ، ونبني في الأفق دفقات من نور ، ونور الحرية والاستقلال راح يولد من جديد .
صدقني يا صديقي إن الحق راح يعود لصحابة ،
 صدقني فقد رأيت ليلة أمس في الحلم...
سليم :- ماذا رأيت ؟ أخبرني
حسن :- رأيت حلم كثير كثير حلو
سليم :- شو يعني كثير كثير حلو؟ أخبرني فقد شوقتني كثيراً
حسن :- شفت في الحلم إن مسيرة كبيرة فيها أطفال من كل العالم جايين على فلسطين لنصرة الحق وصوت هتافهم يعلو ويعلو " بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" وحينها صحيت من نومي وصوت الهتاف لسه بسمعة
سليم :- مليت مليت من يوم ما تولدت وأنا بعيش بخوف في هذه الدنيا ، وأنا لا أعرف سوى الموت والرعب ، متى راح أعرف معني الحرية ومعنى الوطن ، لبش ما نكون مثل باقي أطفال العالم الذين يعيشون طفولتهم بأمان دون خوف وحزن.
لقد قررت أن أهاجر وما راح أرجع لكي أعيش بسعادة .... ثم يصمت برهة
ويقول حائراً :- ولكن .... كيف؟؟
حسن : - يا صديقي لا تيأس فهذا قدرنا والله لو طفت كل البلاد فإنك لن تشعر بالأمان والدفء والحنان إلا في أحضان أمنا فلسطين.
هيا ، هيا يا صديقي ودعنا من هذا اليأس وخلينا نستغل أوقاتنا ونفكر كيف نبني الوطن ونرجعوا خلينا نفكر كيف أخواتنا الصغار نخليهم ما يعيشوا ماساتنا خلينا نفكر كيف نرجع وطنا المحتل.
سليم :- الوطن ..... هه هذا حلم.
حسن :- لا هذا ليس حلم ، هذا هو حق ، صدقني يا سليم بوحدتنا وثقتنا بالله سنحقق المستحيل فهذا وعد من الله ....
سليم :- يصمت قليلاً ويسير بعض الخطوات صديقي حسن أريد أن نبدأ في العمل الآن
حسن :- كلام جميل ومعقول هيا بنا...
ووقتها يدخل جميع الأطفال لخشبة المسرح ويكون المظهر وكأنه خلية نحل الكل يعمل وكل واحد فيهم يؤدي دور فمنهم من يلبس طبيب ومنهم من يلبس لباس عامل ومنهم من يلبس عسكري ومنهم من هو بلباس الطالب وهكذا يختم الاستعراض.
بعد انتهاء الجولات الاستعراضية التي قدمها الأطفال على خشبة المسرح أمام الوفد الأجنبي وبحضور المسئول الأممي ، وقف أحد الزوار الحضور وقال " لم نكن نعرف بأن أطفال فلسطين هم رائعون إلى هذا الحد ولم نكن نعرف عن بشاعة الاحتلال إلا القليل وظننا بأنكم أطفال فلسطين بعد مضي أعوام أنكم سوف تنسون ما حدث لآبائكم وأجدادكم ولكن ما شاهدناه يدلل لنا أنكم أصحاب حق وأن المحتل مجرم وغاصب وقاتل لطفولتكم ومخطئ من ظن أن الأوطان تنسى".
ثم وقف طفل صغير وقال :
يا صاحب الضمير هل تبكي لما أبكاني
أرأيت ما قد حصل في العالم الحيران
الألم واليأس يحطم الآمال ويهز الكيان
عند بلوغ النهاية أيقنت أنها البداية
قالوا أننا لاجئون
فقلنا لا وألف لا
نحن ، نحن يا وطني عائدون
نحن أطفال فلسطين حتماً عائدون
لنعانق تلك الغصون
أغصان لن تسقط ، رويت بماء العيون
ماء استخلص من دمع انهمر كالمطر من بين تلك الجفون
أغصان حملها بابا ياسر ، بابا ياسر لنقف عليها نحن البلابل ، تلك هي أغصان السلام
أغصان الزيتون ، نحن لسنا لاجئون ، نحن الفلسطينيون ، الفلسطينيون ، الفلسطينيون
وبعد مضي أعوام قليلة على النكبة الفلسطينية التي دفع ثمنها الأطفال والشيوخ والنساء من قتل وتهجير ننتقل إلى مرحلة جديدة يعيشها الطفل الفلسطيني في كل مكان ثم تهجيره إليه وهي تقريباً نفس أنواع الممارسات والضغوط ولكنها تقل نوعاً ما تلك المأساة بالنسبة لأطفال فلسطين المتواجدين خارج أرض الوطن في مخيمات الشتات في أنحاء مختلفة بالوطن العربي ، فالطفل الفلسطيني الذي يعيش بمخيمات اللاجئين داخل أرض الوطن وخصوصاً قطاع غزة يدفع الثمن غالي لأشياء هو واقع تحت ظلمها ويستعيد العرب جزء من حياتهم القومية في ظل حياة 
الزعيم القومي الراحل جمال عبد الناصر.
 بدأت حياة اللاجئين تتخذ منحى جديد في طرق وسبل عيشهم وحياتهم في ظل انتعاش عربي في الخمسينات وما بذله هذا الرجل العربي حين قام بتوحيد الجهود العربية وجعل القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعاً وخاض معارك عديدة بمشاركة جيوش عربية من شأنها تحرير فلسطين وقد وصلت الجيوش العربية إلى منطقة " الفالوجا " المحتلة وكما تعودنا دوماً نجد التدخل الدولي المتحيز لصالح إسرائيل ، فتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية وبلغ تدخلاتها حد الذروة من التهديدات بالتدخلات العسكرية إذا لم يتم وقف الحرب بين جمال عبد الناصر بمشاركة كل العرب والإسرائيليين آنذاك والتي يجب أن يعترف العرب بأن إسرائيل هي الابنة الصغيرة والمدللة لأمريكا وحلفاءها، مهامها تنفيذ ما يطلبونه منها وتحقيق مصالحهم في الشرق الأوسط في بلادنا العربية فدائما تجد حق الفيتو الأمريكي حاضرا في مجلس الأمن لتفلت ابنتهم المدللة من العقاب علي جرائمها التي ترتكبها بحق أطفال فلسطين .
ولكن تلك الخطوة رغم أنها لم تحقق النصر والتحرير لأرض فلسطين إلا أنها استطاعت حفظ كرامة ومكانة الإنسان العربي أمام كافة شعوب العالم وأصبح الطفل الفلسطيني والمواطن الفلسطيني يشعر ولو بشئ قليل من الأمن والأمان ويشكل خطر علي الكيان الصهيوني مما جعلهم يفكرون في شن هجمات وحشية علي قطاع غزة وهذا حدث في 28/2/1955م مما أسفر عن استشهاد 38فلسطينيا وجرح عدد مماثل من سكان قطاع غزة رغم كل الأسى والمعاناة وأصبحت المناطق الفلسطينية مقسمة كالتالي أصبح قطاع غزة واقع
تحت الوصاية المصرية وبإدارة الحاكم المصري والضفة الغربية تحت الوصاية الأردنية في ظل حياة " الملك حسين بن طلال"
استطاع الفلسطينيون خلال تلك الفترة المضي قدماً نحو الأفضل من حيث مستويات العيش والتعليم وغيرها من متجهات الحياة وأصبحت القمم العربية في تلك العقود فاعلة وهادفة وذات جدوى لها قيمتها وفي نهاية عقد الستينات وخصوصا بعد النكسة والهزيمة العربية في حزيران 1967م وهي ما أطلقت عليها إسرائيل بحرب الأيام الستة التي انتصرت فيها إسرائيل علي الجيوش العربية وسيطرت بذلك علي شبه جزيرة سيناء في مصر وعلي قطاع غزة جنوب فلسطين علي الحدود المصرية وعلي هضبة الجولان السورية التي مازالت محتلة إلي يومنا هذا وبذلك تتوسع رقعة الدولة الإسرائيلية جغرافيا علي حساب دول الجوار بعد هزيمتهم في تلك الحرب التي عرفت عند العرب باسم النكسة.
قبل ذلك بأعوام قليلة "قبل عام النكسة" قرر العرب خلق هيئة أو منظمة تمثل الشعب الفلسطيني في خارج وداخل أرض الوطن واستطاعوا إيجاد ما عرف لاحقا ًباسم " منظمة التحرير الفلسطينية " منظمة التحرير الفلسطينية أو اختصارا: م.ت.ف، منظمة سياسية شبه عسكرية، معترف بها في الأمم المتحدة والجامعة العربية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين. تأسست عام 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس نتيجة لقرار مؤتمر القمة العربي 1964 (القاهرة) لتمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية وهي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية تحت لوائها. ويعتبر رئيس اللجنة التنفيذية فيها، رئيسا لفلسطين والشعب الفلسطيني في الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلى فلسطينيي الشتات.
كان الهدف الرئيسي من إنشاء المنظمة، هو تحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح.
 إلا أن المنظمة تبنت فيما بعد فكرة إنشاء دولة ديمقراطية علمانية ضمن حدود فلسطين الانتدابية، حيث كان ذلك في عام 1974 في البرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني، والذي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها، حيث شكلت ما يعرف بجبهة الرفض.
في عام 1988 تبنت منظمة التحرير رسميا خيار الدولتين في فلسطين التاريخية، والعيش جنبا لجنب مع إسرائيل في سلام شامل يضمن عودة اللاجئين واستقلال الفلسطينيين على الأراضي المحتلة عام 1967 وبتحديد القدس الشرقية عاصمة لهم.
في عام 1993 قام رئيس اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير آنذاك ياسر عرفات بالاعتراف رسميا بإسرائيل، في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابيين، في المقابل اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. نتج عن ذلك تأسيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تُعتبر من نتائج اتفاق أوسلو بين المنظمة وإسرائيل.
 تلك المنظمة التي احتضنتها دولة الكويت وقدمت لها الكثير والكثير من الدعم بكافة أشكاله،الكويت صغيرة بحجمها ولكنها كبيرة بعطائها وقوميتها العربية وأصالتها والتي يجب على كل فلسطيني أن يقدم الشكر والعرفان والجميل لدولة الكويت التي لولاها لما برزت منظمة التحرير الفلسطينية التي مثلت كافة أطياف الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه وفئاته العمرية بما فيهم الأطفال والتي مثلت الشعب الفلسطيني خارج وداخل أرض الوطن والتي استطاعت تلك المنظمة بأن تنال الاعتراف دولي من العديد من دول العالم بلغ عددها  100 دولة بعد إعلان قيام الدولة الفلسطينية في الجزائر في العام1988م أما الآن فيصل عدد الدول إلي" 110 "دولة وهي في مجموعها أكثر من الدول التي اعترفت بالكيان الإسرائيلي والتي بلغ عددها عدد قليل
بدأت منظمة التحرير الفلسطينية تثبت نفسها وبشكل بارز على الأرض في دول الجوار كالأردن ولبنان ،
تلك الدول العربية المحاذية لفلسطين المحتلة ، بدأت المنظمة بدعم عربي في إنشاء صرح كبير من المؤسسات العسكرية من خلال فصائلها التي بلغ عددها آنذاك "13 فصيل وتنظم فلسطيني " من شأنها العمل العسكري لتحرير فلسطين ، ولم ينسوا واجباتهم الأخرى في إنشاء المؤسسات الاجتماعية التي ترعي الطفل الفلسطيني والشاب الفلسطيني وكبار السن من خلال مؤسسات الخدمات والرعاية الصحية من خلال إنشاء النوادي الرياضية وإنشاء معسكرات التدريب وأشكال أخرى من المؤسسات التي من شأنها نشر وزيادة الوعي الثقافي والاجتماعي لدى المواطن العربي على وجه العموم وما يجري في فلسطين وزيادة الوعي الثقافي والاجتماعي للمواطن الفلسطيني على وجه الخصوص.
ازدهرت تلك المنظمة الفلسطينية في ظل حياة نخبة أسطورية من القيادات الفلسطينية المثقفة على رأسها الزعيم الراحل / ياسر عرفات الذي عرفت فلسطين وشعب فلسطين من خلال هذا الرجل فحين نقول " أبو عمار " ياسر عرفات والكوفية يقول لنا العالم أنتم شعب فلسطين ، استطاع هذا الرجل أن يبرز بقضيتنا للعالم جميعاً واستطاع أن يوصل صوت شعب فلسطين ويقول للعالم بكامله أن هناك شعب يناضل من أجل الحرية وهو شعب فلسطين ، وكذلك رجالات قدموا أرواحهم فداء لأرض فلسطين وشعبها منهم أبو جهاد وأبو الهول , وأبو يوسف النجار وفتحي ألشقاقي وفايز حمدان وهايل عبد الحميد وغيرهم من كوكبة الشهداء الذين ناضلوا من أجل فلسطين قضية.
 بدأت منظمة التحرير الفلسطينية تركيزها على شريحتين من شرائح المجتمع الفلسطيني وهما " شريحة الأطفال الفلسطينيين " من أجل صقلها وخلق جيل واع يكبر وتكبر معه الآمال وتكبر معه المهمات فالطفل الصغيرة هو نواة الأسرة والأسرة هي نواة المجتمع فمن خلال الطفل ستنتقل الرسالة من جيل إلى جيل عبر الثوابت لأنهم أصحاب الحق أما الشريحة الثانية التي اعتمدتها منظمة التحرير وهي شريحة الشباب والذين كان دورهم في تلك المرحلة وفي نفس الوقت من شأنه رعاية الأطفال وتثقيفهم والقيام بكافة المهام الموكلة لهم في المؤسسات التي أنشأتها منظمة التحرير والتي تكلمنا عنها قبل قليل ، ولا ننسى دور المرأة الذي لا يقل أهمية عن أي شريحة أخرى في المجتمع وفي كافة المهام والواجبات الملقاة على كاهلها للمضي قدماً نحو تحرير فلسطين ومن أبرز نساء تلك الفترة هو ما قامت به الشهيدة الفلسطينية دلال المغربي.
أدرك الاحتلال الإسرائيلي بأن هناك خطر جسيم يكبر من حولها شيئاً فشيئاً من خلال تلك المنظمات الفلسطينية ، وأدرك الاحتلال الإسرائيلي بأن القضية الفلسطينية أصبحت تتوارث عبر الأجيال وإنها مازالت في بداياتها الأولى ، فظنوا أنهم باستطاعتهم وقف ذلك والقضاء على حقنا بالعودة فعادت إسرائيل ترتكب الحماقات من جديد فقامت بإعادة احتلال قطاع غزة من جديد وأصبح واقع تحت إدارة الحاكم العسكري في ظل وجود الجيش الإسرائيلي في مناطق قسمها الاحتلال في قطاع غزة وأقام بها المراكز والنقاط التي من خلالها يسيطر الاحتلال على كافة المناطق من مدن ومخيمات .
ومن ثم انتقل بالعمل خارج أرض الوطن كحصار بيروت في عام 1982م والذي استمر قرابة ثلاثة شهور مرغماً على انسحاب جيش منظمة التحرير الفلسطينية من دول الجوار وتشتيتها في دول عربية لا تشكل خطر على إسرائيل مقرها تونس والجزائر وليبيا ولكن الطفل الفلسطيني الصغير الذي تكلمنا عنه قبل قليل الذي تتلمذ وتعلم في مؤسسات المنظمة أصبح الآن بإمكانه تحمل الأعباء والمسئوليات ولم يعد طفلاً صغيرا ً فقد بلغ مرحلة الشباب الذي تلقى على كاهلهم المسئولية الكاملة ، استطاعوا أن ينقلوا المعركة إلى أرض الوطن من خلال الشرارة التي أشعلها أطفال فلسطين أطفال الحجارة والتي انطلقت من مخيم جباليا بقطاع غزة تلك الانتفاضة اشتعلت شرارتها في العام 8/12/1987م من أرض فلسطين بقطاع غزة تحديداً والتي أثارت غضب الإسرائيليين والتي بلغ صداها إلى أقصى بقاع الأرض وأصبح العالم يتساءل ما الذي يريده هؤلاء الأطفال أطفال فلسطين ؟ لماذا يرشقون الجنود بالحجارة حينها أدرك العالم بأن هؤلاء هم أطفال فلسطين وأولئك هم جنود الاحتلال الإسرائيلي وأن أطفال الحجارة يطالبون بإعادة ما سلبه الاحتلال يطالبون بحقهم في طفولتهم ووطنهم وهذا حق مشروع للجميع ، استمرت انتفاضة أطفال الحجارة 7 أعوام استمرت حتى العام 1993م وهي أطول ثورة بالعالم يخوضها الأطفال والتي كان معظم ضحاياها وأسراها هم من الأطفال مما زاد الاحتلال مواقف محرجة أمام العالم ، وللخروج من هذا المأزق ولإخماد انتفاضة أطفال فلسطين أطفال الحجار فقد قرر الاحتلال الإسرائيلي في ظل رئيس الوزراء الإسرائيلي " إسحاق رابيين" بأن يوقع اتفاقية سلام برعاية دولية أمريكية مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات الذي
ذهب على اتفاقية السلام وفي يده غصن الزيتون وفي اليد الأخرى البندقية وقال لهم ها أنا أحمل غصن الزيتون في يد والبندقية في اليد الأخرى فلا تدعوا غصن الزيتون يسقط من يدي ، وعلى هذا الأساس عادت السلطة الفلسطينية إلى ارض الوطن 
بعد إبرام اتفاقية السلام .
في بداية الأمر فرحنا كثيراً واعتقدنا بأننا تحررنا من الاحتلال ولو بالشئ القليل ، ولكن ما يفاجئنا هو أن الاحتلال قد وضعنا في قفص كبير استطاع من خلاله تبييض وجهه الأسود أمام العالم وكبح جماح انتفاضة أطفال الحجارة التي عجز عن إخمادها لعدة سنوات وكذلك القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية خارج ارض الوطن وأصبحت ضعيفة وهشة كأوراق الشجر وبدأت المفاوضات تلو المفاوضات التي لم نجني من ثمارها سوى مصادرة الأراضي وطمس معالمنا التاريخية وتهويد القدس شيئاً فشيئا َوزيادة الاعتقالات ومحاولة كسب ضغوطات دولية على الدول العربية  خصوصا وأنها أنظمة عربية فاسدة تلعب دورا سلبيا في قضيتنا الفلسطينية وتلك الأنظمة المتمثلة في حكامها وزمرة من الفاسدين حولهم أمثال الرئيس المصري /حسني مبارك الذي يشارك الإسرائيليين في تطبيق قراراتهم الظالمة بحق أبناء شعب فلسطين من حصار وقتل وتدمير وتجويع وفرض أملاءات صهيونية من شأنها لا قيام دولة فلسطينية ولا عودة للاجئين وتوطين الفلسطينيين حيث هم موجودون وإلغاء حق العودة لهم ، وشيئاً فشيئا َ بدء السيل الدولي والإسرائيلي يرتفع من تحتنا حتى بلغنا مرحلة الغمر دون أن نشعر بشئ وبعد وقوع الكارثة أيقنا ما أصابنا فأصبح كل شئ يسير عكس ما تمنيناه وصارت تطبق علينا سياسات من شأنها تدمير البنية التحتية والتأسيسية في كافة اتجاهات المجتمع الفلسطيني بدءً من نظام التعليم وسياساته التي من شأنها أصبحنا في مستوى متدني وجميعنا يلاحظ هذا الفرق ففي ظل وجود الاحتلال كان لدينا جميعاً رغبة جامحة في محاربة المحتل من خلال التعليم وعدم تمرير إرادة المحتل بتجهيلنا ، أما في ظل وجود السلطة الوطنية الفلسطينية وتمرير المخططات الدولية التي قد تنجح في بلادهم ولكنها لا تنجح في فلسطين لاختلاف طبيعة البيئة السياسية والجغرافية التي نعيشها ، فمن خلال تلك المخططات التي يمررها الاحتلال أصبح الطفل الفلسطيني هو الضحية مجدداً ، والأكثر عرضة للإشعاعات والمخلفات الكيماوية التي تقوم بدفنها إسرائيل على حدود غزة وكذلك نتيجة الصناعات الإسرائيلية داخل المستوطنات التي تقوم بحراستها السلطة الفلسطينية ، يا للعجب فبعد أن كنا ثوار مناضلين لتحرير فلسطين مدافعين عن حق شعبنا وأطفالنا فقد أصبحنا حراساً للمستوطنات ولأمن إسرائيل وأصبحنا مفاوضين دون أن تحقق شيئاَ مجدي في تلك المفاوضات ،  بل زادت تلك الانتهاكات وزادت المستوطنات والانتهاكات لمدينة القدس على وجه الخصوص وهي ذات طابع خاص لكافة المسلمين ، وزاد حجم الانتهاك إلى حد بلغ إلى هبة جماهيرية يوم أن قام الصهاينة بحفر الأنفاق تحت الحرم القدسي الشريف وهو ما عرفت باسم " انتفاضة النفق في العام 1996م" التي انتفض إليها أطفال المدارس معبرين عن رفضهم لتدمير المسجد الأقصى الشريف استمرت تلك الهبة الجماهيرية لعدة أيام راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى وهم في غالبيتهم من أطفال فلسطين ، ذلك الطفل الذي مازال يحترق بنيران الاحتلال ولم تنتهي معاناته ففي العام
28/9/2000م قام المتطرف الصهيوني " ارائيل شارون " بتدنيس المسجد الأقصى فتصدى إليه الفلسطينيون والتي اندلع على أثرها ما يعرف باسم انتفاضة الأقصى والتي كان لها حكاية طويلة يدفع ثمنها الطفل الفلسطيني إلى يومنا هذا.
بدأت انتفاضة الأقصى وكما تعودنا أبطالها هم أطفال الحجارة والمدنيين العزل من السلاح معبرين ورافضين تدنيس حرماتنا ومقدساتنا الإسلامية فنحن حراس المسجد الأقصى أولي القبلتين وثالث الحرمين فتصدي المدنيون العزل من السلاح بصدورهم العارية للمتطرف الصهيوني صاحب السجل الإجرامي الكبير"أرائيل شارون"وهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي آنذاك وتمكن أشبال فلسطين في باحات المسجد الأقصى من التصدي ومنعة ولكن أشجار الزيتون في باحات المسجد الأقصى رويت بدماء شهدائنا وجرحانا في ذلك اليوم وعلي أثر ذلك هبت الجماهير الفلسطينية في كل مكان دفاعا عن مقدساتنا الإسلامية وعن حرمة المسجد الأقصى والكيان الصهيوني الإجرامي يصعد من هجماته شيئا فشيئا ويستخدم الذخائر والأسلحة الثقيلة ضد أطفال ومدنيين عزل من السلاح والسلطة الفلسطينية تصبح في موقف محرج لا تحسد علية ولكن دماء الثوار في صفوفها تغلي في العروق مما جعل الكثير يتصرف بدافع وطني ويستخدم السلاح وحتى الرئيس الفلسطيني القائد الشهيد /ياسر عرفات أبو عمار لم يقف مكتوف الأيدي فأمر رجالة بتشكيل الكتائب والمجموعات وهي ما تعرف باسم كتائب شهداء الأقصى اللذين قدموا أرواحهم فداءا للأقصى الشريف وكان الإسرائيليين علي علم بتحركات وأوامر الرئيس الفلسطيني وذلك من خلال عملائهم المزروعين بيننا وفي صفوفنا مما جعل الإسرائيليين يزيدون من اعتداءاتهم وهجماتهم الشرسة وقاموا بتدمير مؤسساتنا وبنيتنا التحتية من جسور وطرقات وشبكات الكهرباء والماء وتدمير المواقع العسكرية للأجهزة الأمنية واغتيالات للكوادر الفلسطينية والقادة وكان اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى 27/8/2001  وكان اغتيال بشكل يومي وقصف بشكل جماعي في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة ونذكر عدد من العظماء اللذين أسسوا كتائب شهداء الأقصى ومنهم رائد ألكرمي الذي اغتيل في 14/2/2004م وحسين عبيات وغيرهم من الشرفاء اللذين قدموا أرواحهم نصرة للمسجد الأقصى وكذلك مبعدي كنيسة المهد اللذين تم محاصرتهم قرابة الشهر داخل الكنيسة وهو المكان الأقرب إليهم حين كانوا يتصدوا للهجمات البربرية الوحشية علي مدينة السلام مدينة مهد السيد المسيح مدينة بيت لحم فكانت الكنيسة اقرب مكان إليهم فلجئوا إلية معتقدين أن الجيش الإسرائيلي سيحترم قدسية هذا المكان ولكن العدو المجرم آخر ما توصل إلية هو عقد صفقة مع الجانب الفلسطيني تقضي بإبعادهم إلي خارج أرض الوطن وإلي قطاع غزة أي هجرة بعد هجرة وذلك للحفاظ علي حياتهم وبقاءهم أحياء وهم مازالوا حتى العام2013م مبعدون عن أهلهم وذويهم ولا يسمح لهم بالعودة إلي ديارهم.
 وفي العام 2004رحيل زعيم الأمة الرقم الفلسطيني الصعب الكاسر الجاسر ياسر عرفات أبو عمار 11/11/2004م بعد أن فرض علية حصار في مدينة رام الله بداخل المقاطعة حصار دام سنوات حتى بلغ الحصار أشد الخطورة فقد دمروا كل شيء من حوله ولم يبقي سوي جدار الغرفة المحاصر بها تفصل
بينة وبين ذباباتهم وقطعوا عنة الماء والكهرباء والهاتف وحينها أطل علينا القائد المغوار بعبارته الشهيرة قائلا"يريدونني أسيرا وإما جريحا وأنا بقلهم شهيدا شهيدا شهيدا"حتى تم اغتياله بدس السم عن طريق أحد العملاء المتواجدين مع الرئيس الفلسطيني في داخل المقاطعة وأعتقد أن هذا المجرم هو عميل ذو منصب رفيع المستوي يستطيع الوصول إلي الرئيس وأن علي المجتمع الفلسطيني والمسئولين الكشف عن الفاسدين والمجرمين ومحاسبتهم وكذلك اغتيال شيخ فلسطين الأول احمد ياسين 22/4/2004م ممثل حركة حماس وليس هو وحدة من قدم روحة فداء لفلسطين وللذين الإسلامي بل كان هناك عددا من رفاقه منهم من سبقه أمثال المهندس الكبير إسماعيل أبو شنب ومنهم من كان بعدة ممن كانوا يكملوا المشوار أمثال القائد الدكتور/عبد العزيز الرنتيسي والشيخ صلاح شحاذة والشيخ الدكتور الداعية/ نزار ريان الذي قدم روحة هو وأسرته وزوجاته فداء فلسطين وتراب فلسطين ومقدسات فلسطين قتل بذم بارد هو وجميع أطفاله الصغار والطيار الإسرائيلي يتفنن كيف سيقطع أجسادهم لتتناثر في كل مكان وهو علي علم وعلي يقين ويراهم بكل وضوح ولكنة ليس بإنسان فهو وحش علي شكل إنسان معدوم القلب والضمير لا أعرف كيف يستطيع هذا الطيار المجرم أن ينام بعد أن قتل أولئك الأطفال بطريقة مجردة من الأخلاق والقيم الإنسانية، كل تلك الأحداث لم تتوقف ففي كل يوم تنزف دمائنا من أجل أن ترتوي أرضنا الفلسطينية بها لأن أرواحنا تعشق فلسطين وتراب فلسطين.
حتى قرر الكيان الصهيوني الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة بعد أن سرقوا كل ما لدينا من خيرات مستنزفين مياهنا وتربتنا وبعد أن دمروا أرضنا ولوثوها بمخلفاتهم الكيميائية والنووية علي حدود قطاع غزة وبعد أن أوجعتهم ضربات المقاومة الفلسطينية من خلال عملياتها النوعية لتحرير أرضنا الفلسطينية،وكذلك البحر لم يسلم من هذا العدو فلقد لوثوا مياهنا الجوفية ومياه البحر ودمروا الثروات السمكية إلي يومنا هذا ،كل هذه الجرائم ولا حسيب أو رقيب لأنهم القاضي والجلاد ولأن سلاحهم صناعة أمريكية ونحن حقل تجارب أسلحتهم فكلاهم شركاء في الجريمة  فلقد قدمت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايز العديد من صفقات السلاح للكيان الإسرائيلي الذي يستخدمه في قتل أطفال فلسطين فمن سيحاسب من؟
وبعد الانسحاب من قطاع غزة دفاعا عن مدننا الفلسطينية في محافظات الضفة وانتقاما لأرواح شهدائنا وجرحانا ولإطلاق سراح أسرانا تم اختطاف الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" بالعام25/6/2006م ذلك الجندي الذي كان علي رأس عملة في الموقع العسكري الإسرائيلي الواقع في الأراضي الفلسطينية والذي يمارس جنوده وضباطه جرائم الحرب التي يشهدها العالم جميعا لأولئك الجنود وقياداتهم ورغم أن ذلك الجندي يفعل ما يفعل من الجرائم فمن وجهة نظر الإسرائيليين لا يحق لنا كفلسطينيين الدفاع عن أنفسنا ومحاربة محتلين أرضنا وقاتلين أطفالنا فكان خطف الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط"جريمة نعاقب عليها كفلسطينيين أما الأسري الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والبالغ عددهم أكثر من "10آلاف"أسير فلسطيني وفيهم عدد من النساء والأطفال وعدد من الأسري اللذين تم اختطافهم من بيوتهم
فهذا مسموح للجيش الإسرائيلي فعلة، أما خطف جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح فهو ممنوع ويعتبر جريمة نكراء والتي على أثرها قامت قوات الاحتلال بممارسة أساليبها القمعية والوحشية من قصف وتدمير واجتياح وإغلاق للمعابر بمختلف أنواعها وتضييق الخناق وفرض الحصار وإتباع سياسة العقاب الجماعي فكان إغلاق المعبر ضد الإنسانية والبشرية جمعاء في كل يوم يدفع الثمن أناس أبرياء فكان الثمن غالياً فعشرات المرضى ماتوا في تلك الفترة إلا أن مورست ضغوطات دولية وعربية ليتم فتح المعبر أمام الحالات الإنسانية من المرضي والطلاب وغيرهم من الفلسطينيين،مات عدد كبير من المرضي الفلسطينيين كان عددهم بالمئات وهم غالبيتهم من مرضي السرطان الخبيث يحتاجون إلي علاج خارج أرض فلسطين لعدم توفر أجهزة الفحوصات الطبية اللازمة من أجهزة المسح الذري وغيرها من الأجهزة الطبية الضرورية اللازمة وكذلك بسبب عدم توفر العلاجات اللازمة وخصوصا العلاجات النووية ومنها اليود المشع وهي علاجات ممنوع دخولها قطاع غزة بسبب الاحتلال وبسبب الحصار المفروض علينا من قبل الاحتلال الإسرائيلي،لم نتوقف عند هذا الحد ولكني كما وعدتكم بأن أكتب لكم الحقيقة كما عشتها أنا وغيري من أبناء الشعب الفلسطيني فقد عشنا في ظلام دامس في صيف حار انتشرت فيه العديد من الأمراض والأوبئة فأصبحنا نعيش في الظلام "لا كهرباء لا وقود لا غاز لا ماء"تعطلت الحياة وتوقفت الشرايين والأوردة في كل مكان وأصبحت النفايات تملأ شوارع غزة ولا نستطيع التخلص منها والرائحة الكريهة في كل مكان وتوقفت وسائل النقل بشكل تام وتعطلت الحياة لا جامعات ولا كليات ولا مدارس أطفال ولا موظفين في المؤسسات والوزارات وأصبح من الصعب أن يصل الطبيب إلي عيادته لعلاج الأطفال اللذين أصابتهم الأمراض من الوضع البيئي الملوث وأكثر من ذلك بكثير فقد وصلت المأساة إلي قلب المنازل فأصبحت البيوت فارغة من الطعام والماء لا يوجد في شبكات المياه الرئيسية مياه لضخها وإن وجدت فلا كهرباء لرفعها إلي أسطح المنازل في الخزانات وكذلك الطعام فقد فرغت الأسواق من محتوياتها خلال بضعة أسابيع ولم نجد شيئا والطفل الصغير الطفل الرضيع لا يعرف الأعذار فهو يريد طعامه والأم تبكي تقف عاجزة عن إسكات طفلها الرضيع ولا تعرف ماذا تفعل لا تعرف كيف تطعم طفلها أو تعالج طفلها أو توفر مكان آمن وصحي لطفلها ولم تتوقف جرائم الاحتلال عند هذا الحد بل قصف المنازل التي تسكنها الأطفال وكأنها دمي بالية لا قيمة لها والحكام العرب والمؤسسات الدولية تقف وتشاهد ولا تفعل شيئا وكأنهم يشاهدون مسرحية جديدة يتأثرون بها ويبكون كثيرا ولكنهم عاجزون عن قول كلمة كفي أيها المجرم الصهيوني كفي أيها العالم إنهم أطفال فلسطين وليسوا دمي لتجاربكم  اللعينة إنهم أطفال أبرياء لم يفعلوا شيئا،لم يستطع المواطن الفلسطيني التحمل وفكر في خلق شيء من أجل تغير الحال حتى الشموع في قطاع غزة نفذت فقرر المواطن الفلسطيني في حل تلك الأزمات والمشكلات وإن كان الحل مشكلة في حد ذاته ولكن ضرر أخف من ضرر فقررنا حرق أكوام القمامة الملقاة علي قارعة الطريق وهكذا تخلصنا من أكوام القمامة المكدسة في كل مكان وأيضا السائقين ضحوا بمركباتهم وبذلا من الوقود استخدموا زيت الطعام مع مركبات عضوية آخري لتسيير مركباتهم والأطباء فتحوا عيادات ميدانية منتشرة في كل مكان
من خلالها تعالج جزء كبير من أطفالنا ولكن الأزمة لم تحل فكان ذلك حل بنسبة 10% ومازالت الأسواق فارغة من كل شيء فما كان أمام المواطن الفلسطيني إلي التوجه إلي معبر رفح البري علي الحدود الجنوبية مع الأخوة الأشقاء المصريين وحطمنا الجدار الحدودي الفاصل بيننا وبينهم بحثا علي مقومات حياة نستطيع أن نجدها لديهم ووجدنا ترحيبا كبيرا من الشعب المصري العريق الذي كانت حكومته علي عكس ذلك في ظل قيادة رئيسهم المخلوع/محمد حسني مبارك المتآمر علي قضيتنا الفلسطينية مع الإسرائيليين ولكنة لم يستطع منع إرادة شعب جائع مدمر يصارع الموت في كل لحظة بسبب الحرب والحصار فترك المجال مفتوح أمام الفلسطينيين في المناطق القريبة من الحدود علي معبر رفح وشدد وأحكم قبضته بالقرب من منطقة العريش وقناة السويس ليمنع دخول ووصول الفلسطينيين إلي هناك وهم كثر فمنهم من يريد الذهاب إلي القاهرة للعلاج من الأمراض الخطيرة كأمراض السرطان الخبيثة وغيرها وكذلك الطلاب اللذين يريدون الوصول إلي القاهرة لإكمال دراستهم في الجامعات والكليات وكذلك الطلاب وأصحاب الإقامة الآخرون اللذين يريدون الوصول إلي مطار القاهرة للذهاب إلي دول عربية وأوروبية للوصول إلي أماكن عملهم وجامعاتهم وغيرها ، وكان هناك عشرات الحواجز العسكرية المصرية على الطرقات عبر الفلسطينيون الحدود بعد صلاة المغرب أي مع حلول الظلام واستطاعوا تخطي الحاجز الأول بعد الحدود برفقة بعضهم البعض لا يعرفون بعضهم ولكن هدفهم واحد وإن اختلفت وجهة كل واحد منهم ولكنها تسعي لنفس الشيء وهي الوصول إلي القاهرة وبالقرب من الحاجز الثاني في منطقة تعرف باسم الماسورة سلك الجميع طريق وعرة ومظلمة ومن وسط الحقول الزراعية والأشجار قطعوا طريق لمسافة طويلة كانوا متعبون ومنهكون جداً فأجبر الكثير منهم على ترك أمتعته وخاصة أن الطقس كان شديد البرودة والاحتفاظ بحقيبة صغيرة بها لباس شخصي قليل وملفات العلاج ونقودهم وجوازات سفرهم ولا يحملون شيئا ً آخراً .
استمر السفر في تلك الطرقات ودوريات الشرطة تلاحقهم وقد أمسكت بالكثير منهم ، استعان بعضهم بدليل للطريق من السكان البدو والذي ساعدوهم في توفير سيارة تساعدهم علي الوصول لمبني المحافظة في العريش ،ولكن الرئيس المخلوع / مبارك وزمرته الفاسدة تطبق من الأحكام ما تريده إسرائيل فهم لا يريدون كسر الحصار ولا يهمهم أمر أطفالنا ومرضانا فبعد أن منعوا الفنادق من استقبال الفلسطينيين وكذلك العمارات السكنية وتركونا ننام في الشوارع أمام المحافظة في العريش تحت السماء في العراء والبرد قارص جدا وبدأت الصحافة تعلم بوجودنا وتتوافد إلينا والصحف تكتب عن مشكلتنا قرروا إنهاء ذلك وأبعدونا عن الأنظار في ليلة بشكل مفاجئ وطلبوا منا جميعا التوجه إلي الميناء البحري وهناك حدث ما يلي بشكل مختصر وهو أنهم ختموا الجوازات الفلسطينية التي تريد مغادرة أرض مصر وهم غالبيتهم من الطلاب وأصحاب الإقامة للعمل في دول الخليج العربية أو مختلف دول العالم الأخري ،أما الفلسطينيين اللذين يريدون الدخول إلي القاهرة وهم غالبيتهم من المرضي اللذين بحاجة ماسة للعلاج من الأمراض الصعبة وجزء آخر من الطلاب لم يسمحوا لنا بذلك وكانت الصورة كما يلي وقد عشتها تلك اللحظات وهي أنهم أحضروا عدد كبير من قوات الأمن المركزي بلغ عدد شاحنات الأمن المركزي المحملة بالجنود أكثر من 45شاحنة وبلغ عدد أفراد وضباط الأمن المركزي أكثر من 1000شرطيا وضابطا وحاصرونا بالمكان وأحضروا جوازات سفرنا الفلسطينية ولحسن حظي لم أكن قد سلمت جواز سفري وبعد أن حاصرونا في الميناء البحري في تمام الساعة الثالثة فجرا وضعوا المرضي والطلاب الفلسطينيين شيوخا ونساء وأطفالا في تلك الشاحنات وتم ترحيلهم إلي قطاع غزة بعد أن أعادوا بناء الجدار الحدودي الفاصل بين مصر وغزة وهكذا عاد الفلسطينيين من حيث أتوا للعذاب من جديد دون الحصول علي جرعة علاج ولكنهم قد نفسوا عن أنفسهم قليلا خلال أسبوعين كانت فيه الحدود المصرية مفتوحة لعشرات الأمتار أمام الفلسطينيين والتجار المصريين يحضرون مقومات الحياة البسيطة إلي تلك الحدود،وبعد ذلك كانت هناك حملات دولية عبر البحر الأبيض المتوسط من شأنها كسر حصار غزة وانقاد الطفل الفلسطيني ويشهد العالم علي ذلك عندما أتي أسطول "الحرية"والعالم بأسرة شاهد الجرائم الصهيونية عندما اعتدت علي هذا الأسطول وتحديدا سفينة "مرمره" في تاريخ 31 أيار-مايو من العام 2010 والتي استشهد علي سطحها عدد من الشهداء المتضامنين مع شعب فلسطين في غزة المحاصرة معظمهم من الشعب التركي الجليل وكان عدد الشهداء 9 وهم شهداء الحرية ورفع الظلم عن أطفال فلسطين وشعب فلسطين
انتفض العالم بسبب تلك الجريمة البشعة فما كان أمام الرئيس المصري المخلوع"مبارك" الذي ازداد وجهة سوادا وإحراجا إلا تخفيف أصابع الاتهام وفتح المعبر الحدودي "معبر رفح البري"بشكل محدود من شأنه التخفيف من معاناة أهل غزة أمام الحالات الإنسانية من المرضي والحالات الطارئة ،ولكن ذلك لم يستمر بشكل متواصل.
ولكن هناك مواقف لرجال ودول عربية وغير عربية يجب أن نشكرها علي مواقفها النبيلة كدولة الكويت التي أكدت واستشاطت غضبا من جرائم الصهيونية وعلي أثر ذلك قدمت وأكدت انسحابها من "مبادرة السلام العربية مع إسرائيل"وكانت تلك القصيدة إهداء لشعب الكويت علي مواقفهم النبيلة وهي بعنوان
كويت كل العرب
يا الكويت يا صاحب الهمم
صدي صوتك وفعلك يعلو القمم
يا الكويت يا عازف النغم
ألحان صوت البارود تتحدي الخضم
يا الكويت رجالك سواعدها قوية
يا الكويت لملكك الصباح مليون تحية
نعم الرجل ما علية زود أو رديه
ملكك ملك صانع أسطورة
ومن سنا ثغرة وطلته البهية بالسما نوره
لأجل الوطن يقدم التضحية
يا الكويت بيد الله ويد رجالك محمية
يا كويت نحنا عرب حامي وحمية
ونفديك بقلوبنا مثل غزة الأبية
يا الكويت دعني أسجل بدمي عبوابك فديتك
يا الكويت دعني أنحني لله فوق ترابك
يا الكويت ما أجمل شواطئ خلجانك
يا الكويت كم تتوق يدي لمصافحة يدك
يا الكويت باسم فلسطين أعجز عن شكرك
يا الكويت أنت القلب النابض في صدر عروبتك
والعيون الساهرة وعين الله ترعاك
والراية الخفاقة بالقمم وجيشك بحماك
يا الكويت بقلوبنا بصدورنا بأرواحنا كلنا فداك
هذا علي صعيد الدول العربية وأما علي صعيد الدول الغير عربية وأقصد بذلك تركيا البلد العظيم شعبا وقيادة ومن أعظم رجال هذا الشعب التركي هو رئيس الوزراء التركي"رجب طيب أردوغان"والذي وقف أمام العالم جميعا وأدان فعلة الإجرام الإسرائيلية وكان موقفة النبيل في مؤتمر دافوس الاقتصادي في 29يناير من العام 2009عندما قال لبيرس رئيس دولة الاحتلال متهمة بقتل الأطفال الفلسطينيين الأبرياء ومدافعا عن ضحايا غزة من الأطفال والشيوخ والنساء والمدنيين الفلسطينيين اللذين سقطوا بسبب الحرب الإسرائيلية علي غزة آنذاك وبسبب الحصار الإسرائيلي الظالم وانسحب من ذلك المؤتمر وطالب الإسرائيليين بتقديم الاعتذار وهذا ما حدث فعلا لاحقا وهو أقل ما يجب أن نوصفه في تلك القصيدة بعنوان/
وصف الرجال
رجب طيب أردوغان أنت الرجل   
 أنت  الأخلاق والكرم والجود يغمرك
      فجادوا بوصفك سيدي وما  
 مس الوصف جدار جوهرك
     كالشمس أنت تتجلي نوراً  
 وكالبدر دوماً تأسر ناظرك
     إذا ما لاح طيفك في الأفق 
 تواري البدر... فسبحان من صورك
     وجهك آية نور تجلب 
من نأي ودنا ليستنير بنورك
     فليذب الليل في وضح النهار
 إذا أصبح العالم رهين سمرك
     وليسع كل ضال عتى 
 ليرتشف  الهدي من رحيق طهرك
     وأجمل الورود لن يطول عمرها 
 إلا بغرسها في حضن صدرك
     يا من جسدت معني الرشاقة  
  حين أبهرت المرمر بخصرك
     ويا من هوي إليك النجم  
 طالباً النور من سنا ثغرك
 الطيب يا طيب منبتك والصدق منطقك  
 والعفو يسبقك والكرم يغمرك
    والحب مسكنك واللين ملبسك 
 والغدر ينكرك والوفا يأسرك
    أيها الليث المقدام الجسور  
 أوقعت العالم في جنان أسرك
    وجفت مياه الخلجان  
حين إنسا بت مياه نهرك
     والطيور المهاجرة عادت 
 لتحلق في أرجاء قصرك
     والمروج الخضراء تفرعت 
 لتنشر الظل في رحاب عمرك
     جبت الدنيا وجابتك خطاها  
  فتوجتك ملكاً ًرفيعا بقدرك
     إني رجوتك فبربك أجبني 
 وأكشف لي غطاء سرك
     أمخلوق أنت من ماء وطين  
  أم أنك أسطورة عصرك؟؟
مازال الحصار الإسرائيلي علي فلسطين كل فلسطين مستمر ولكنة يأخذ أشكال مختلفة ففي غزة حصار لشعب تعداده مليون و800000الف إنسان يعاقبون بشكل جماعي،الأطفال والنساء والشيوخ والمرضي الكل يدفع الثمن وتسلب الحقوق بشكل مخالف لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية وبشكل يخالف حقوق الإنسان وكذلك في الضفة الغربية فهي محاصرة وتسلبهم الحقوق وتلتهم الأرض في كل يوم علي أشكال مختلفة تارة تحت بناء جدار الفصل العنصري الذي أدانه كل العالم ولكنة لم يغير شيئا وتارة تحت إقرار حكومة الاحتلال المتطرفة ببناء وحدات سكنية استيطانية تقام علي أراضي فلسطينية وكذلك سلب موارد وحقوق وأموال الشعب الفلسطيني وتقسيم المناطق الفلسطينية وإقامة الحواجز الإسرائيلية وانتهاك حقوق المواطن الفلسطيني والإجتياحات المتكررة واعتقال الفلسطينيين ووضعهم في الاعتقال الإداري دون توجيه أي تهمة لهم وكذلك اعتقال النواب الفلسطينيين وهذا مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية وكذلك القدس العربية فهي تسلب وتحاصر في كل يوم فيعمل الاحتلال علي فرض عقوبات ما أنزل الله بها من سلطان لتهجير المقدسيين العرب عن
أرضهم ومنازلهم ولا يستطيع المواطن العربي في القدس الحصول علي رخصة بناء جديدة إلا ما ندر وكذلك فرض الضرائب العالية عليهم التي لا يطيقها الإنسان ومضايقة السكان العرب بكل الوسائل اللاأخلاقية وفرض قيود علي المسلمين اللذين يريدون الصلاة في المسجد الأقصى واستمرار الحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى والذي تصدع وأوشك علي الانهيار ولكن للبيت رب يحميه وأخطر ما يتعرض إلية الإنسان العربي المسلم الواقع تحت الاحتلال هو الهجمة الشرسة والعنيفة والتي تخالف كل معايير حقوق الإنسان وهي تدريب الكلاب الإسرائيلية في وحدة مختصة بذلك الشأن من أجل مهاجمة أي إنسان عربي يقول " الله أكبر " ونحن كمسلمون تعودنا في الاحتجاجات والمسيرات ضد الظلم والعدوان الإسرائيلي وفي الاحتجاج من خلال المسيرات بالقرب من الجدار في بلعين وغيرها للاحتجاج أمام العالم كله علي بناء الجدار الإسرائيلي وكذلك المساجد في كل وقت للصلاة تنادي " الله أكبر " وكلابهم المدربة علي مهاجمة الإنسان تنقض علي المسلمون الأبرياء والعزل من أي سلاح فأين منظمات حقوق الإنسان من ذلك؟ وكذلك التمييز العنصري بين السكان العرب واليهود وعدم السماح للعرب بركوب الحافلات التي تقل اليهود رغم أنهم يعيشون في مدينة واحدة ويحملون نفس البطاقة والهوية وهي فرضت عليهم فرض إن إسرائيل تعيدنا إلي الماضي حيت كان زمن التمييز العنصري في جنوب أفريقيا وفي أمريكا بين المواطنين البيض والسود وتمارس إسرائيل ذلك مع السكان العرب من خلال كل ما ذكرناه قبل قليل والعالم الإسلامي جل ما يستطيع فعلة هو الشجب والاستنكار وكذلك تغير معالم المدينة المقدسة وتغيير أسماء الشوارع العربية إلي أسماء يهودية ونقل مؤسسات الكيان الإسرائيلي ودول الغرب إلي مدينة القدس كنوع من الاعتراف بشرعية الاحتلال علي أنها دولة وعاصمتها القدس ولكن هذا لن يحدث لأن القدس وكل ما فيها يتكلم ويقول أنا عربي ومسلم ونسمات هواها تكتب عبر نسيم الصباح أنا عربي مسلم ومآذن القدس تنادي من حين إلي آخر " الله أكبر" أنا مسلم والحجر والبشر والشجر وكل شيء ينادي بجراح وألم أنا عربي مسلم أنقدوني من الأعداء من الغاصبين من المحتلين فهل من صلاح الدين جديد ليحرر المسجد الأقصى ؟ كل هذا من أجل سلب الأرض وتهجير سكانها العرب فهم يريدون سلب التاريخ وتغيير الواقع شيئا فشيئا
ومازال الطفل الفلسطيني هو من يدفع ثمن ذلك التغيير ومازال الطفل الفلسطيني هو من يحترق تحت نيران الاحتلال وما يزيدنا ألما هو الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بين فتح وحماس ذلك الانقسام الذي كان صراع من أجل السلطة ولا نريد أن نتكلم عن ذلك كثيرا لأن ما حدث بين الأشقاء الفلسطينيين هو جريمة بشعة ونقطة سوداء في تاريخنا الفلسطيني فمنذ العام 2007 وهذا الانقسام زادنا ألما وكانت الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة في العام 2008 تدمير فوق تدمير راح ضحية تلك الحرب أكثر من 1500شهيد فلسطيني وقرابة 5000آلاف جريح معظمهم أصبحوا معاقين حركيا وجراحهم خطيرة لأن إسرائيل استخدمت في تلك الحرب أنواع عديدة من الأسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل العنقودية ومثل الفسفور الأبيض الحارق وغيرها من تلك الأسلحة المحرمة وكذلك استخدام المدنيين من الفلسطينيين كدروع بشرية أثناء الاجتياح البري لقطاع غزة وكذلك ترهيب المدنيين اللذين يسكنون بالقرب من الحدود الشرقية لقطاع غزة مثلما حدث لعائلة السموني وغيرهم من العائلات فكانت أبشع جريمة فلقد جمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ في تلك العائلة وقتلتهم دون شفقة أو رحمة وكان عدد الضحايا 76 شهيدا من عائلة واحدة ومن بقي من تلك العائلة علي قيد الحياة فهو يعيش أسوء حياة لأنة مازال يتذكر كيف قتلت عائلته بأبشع الطرق وهم مدنيين وعزل من السلاح بل هم في
 غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ
تلك الجرائم لم تتوقف وبقيت مستمرة حتى أتي الربيع العربي وهو انتفاضة الشعوب العربية علي الظلم والطغيان وانطلقت شرارتها في تونس الخضراء ضد الرئيس التونسي آنذاك زين العابدين الذي فر هاربا في 14 يناير 2011إلي المملكة العربية السعودية ذلك الظالم لشعبة العظيم وانطلقت تلك الشرارة علي يد رجل تونسي وهو " محمد بو عزيزي " الذي أحرق نفسه بعد أن ضاقت به الحياة من جراء الظلم والفساد والاضطهاد بعد أن تعرض للضرب علي وجهة من شرطية فاسدة أمام الشهود العيان تلك الشرطية هي" فاديه حمدي" واشتعلت الثورة التونسية والتي تعرف بثورة " الياسمين " والتي أطاحت بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين والتي علي أثرها  فر هاربا إلي المملكة العربية السعودية وأمتد فتيل تلك الثورة واشتعلت في مصر عبر حملة عظيمة لشعب حضاري ومثقف خاضها الشباب المصري عبر المواقع الإلكترونية عبر الفيس بوك واستجاب لها مختلف أطياف الشعب المصري في ميدان التحرير بالقاهرة وأراد الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك قمع تلك الثورة عبر وزير الداخلية حبيب العادلي ولكنة فشل في ذلك وأنتهي بهم المطاف في السجن أمام محاكمة عادلة تعرف باسم " محاكمة القرن أو قضية القرن " وذلك أقل ما يستحقه أولئك المجرمون اللذين سلبوا
حقوق شعوبهم بمختلف أنواعها ويعرف الربيع العربي في مصر بثورة 25 يناير من العام 2011 التي أطاحت بمبارك
وكذلك أمتد الربيع العربي في ليبيا في 17 فبراير 2011 وأراد الطاغية الديكتاتور معمر القدافي أن يقضي علي الشعب الليبي العريق في سبيل بقائه حاكما في ليبيا الثورة معتبرا أن الجماهيرية الليبية هي ملكا له ولعائلته وأن الشعب الليبي يعمل خادما له ولأسرته وبلغ به الأمر بأنه أراد أن يحرق ليبيا حارة حارة وبيت بيت وزنقة زنقة حتى تدخل حلف النيتو وساعد الثوار الليبيين في ملاحقة القدافي والمرتزقة من الجنود اللذين يقتلون المواطن الليبي حتى أنتهي به المطاف قتيلا في أحد عبارات الصرف الصحي عندما سقطت القلاع ولم يبقي أمامه شيئا إلا الهرب بعيدا ولكنة وقع في يد الثوار وأمام العالم كله قتل ومات أسوء موته ليكون عبرة للآخرين من الحكام الفاسدين
 اللذين يسلبون حقوق شعبهم
وأمتد الربيع العربي إلي دول عربية أخري مثل اليمن ولكنة أيضا لم يفهم الدرس جيدا وتعرض للإصابة والحرق وتدخلت الدول العربية وتوصلت إلي اتفاقية هدنة مع الثوار والأحزاب اليمنية من شأنها أن يتخلي علي عبد الله صالح عن الحكم مقابل حصانة عربية بعدم محاكمته وهكذا أنتهي الصراع في اليمن وأستلم الحكم من خلال انتخابات ديمقراطية رياض هادي منصور
وأمتد الربيع العربي ليصل إلي سوريا وهو في قمة الغباء ذلك الرئيس بشار الأسد فهو يسير علي من سبقوه من الحكام الفاسدين في مواجهة شعبة وقتلهم وتدمير قراهم ومنازلهم في سبيل البقاء علي الحكم ويستخدم كل القوة ومختلف أنواع الأسلحة من طائرات حربية ودبابات في قمع إرادة الشعب السوري ولكن الشعب مازال يقاوم في سبيل نيل كرامته وحريته ولكن الأسد يتمتع بالغباء ويعتقد أن إرادة الحيوان الأسد تفوق إرادة الإنسان الشعب ولكن هيهات هيهات وحتما سوف يسقط لأن إرادة الشعوب هي التي سوف تنتصر في النهاية
ذلك الربيع العربي جعل الاحتلال الإسرائيلي يفكر قليلا في أسلوب حصاره علي الشعب الفلسطيني ولكن ذلك الصبر لم يستمر طويلا فأراد الكيان الإسرائيلي عبر حكومته المتطرفة المتمثلة في رئيس وزرائها المتطرف " بنيامين نتنياهو " أن يختبر الحكام والأنظمة العربية الجديدة بعد ثورات الربيع العربي فأصبح يصعد من هجماته الوحشية علي الفلسطينيين ويقتل ويرتكب الجرائم في كل يوم فالمسألة ليست بالنسبة لحكومة إسرائيل اليمينية المتشددة محاولة وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة علي المدن والمعسكرات الإسرائيلية المجاورة للقطاع
فحسب ، بل هي بالأساس العمل علي استعادة قدرات الردع الإسرائيلية الشهيرة التي بنيت الدولة الصهيونية علي أساسها واختبار ردود الفعل للحكام والشعوب العربية بعد ثورة الربيع العربي وبذلك أجبرت المقاومة الفلسطينية بالرد علي تلك الجرائم الإسرائيلية بأنواع من الأسلحة المتطورة قليلا بعد اغتيال القائد الأول في الجناح العسكري عز الدين القسام في حركة حماس وهو " أحمد الجعبري " علي أثر ذلك اشتعلت حربا جديدة بين الإسرائيليين والمقاومة في غزة والتي تسببت بضربات موجعة للعدو الإسرائيلي تلك الأسلحة ما كانت تدخل أو تصل إلي يد المقاومة الفلسطينية قبل ثورات الربيع العربي ولكنها بعد سقوط القدافي في ليبيا ومبارك في مصر وصلت أنواع متطورة من الصواريخ عبر الأنفاق الحدودية بين غزة ومصر ومن تلك الصواريخ هي صواريخ" قراد" روسية الصنع وغيرها من الصواريخ الأخرى بعيدة المدى وكذلك تطوير تكنولوجيا حديثة لدي المقاومة الفلسطينية من شأنها تحديد الأهداف الإسرائيلية بدقة وكذلك الصواريخ المضادة للدروع وصواريخ أرض جو المضادة للطيران الحربي وكذلك تصنيع صواريخ محلية الصنع والتي أطلق عليها " مقادمة 85 " وهي مداها أكثر من 80 كيلومتر وهذا يعتبر نقلة نوعية في تاريخ المقاومة الفلسطينية استخدمت تلك الأسلحة وظهرت علي الساحة عندما أعلنت إسرائيل الحرب علي قطاع غزة بين 14 و 22تشرين الثاني/نوفمبر2012 وكانت ضربات المقاومة موجعة ومؤلمة وأجبرت أكثر من 5 مليون مواطن إسرائيلي النزول إلي الملاجئ هربا من الصواريخ الفلسطينية التي وصلت إلي تل أبيب والقدس وهي مناطق كان يعتقد الإسرائيليين أنها مناطق يستحيل وصول صواريخ المقاومة الفلسطينية إليها وكانت سماء غزة مليئة بطائرات الاستكشاف والطائرات الحربية ورغم ذلك استطاعت المقاومة الفلسطينية ضرب عدد كبير من تلك الصواريخ وبأعداد كبيرة مما دعي الإسرائيليين إلي إرسال أكثر من ثلاثة عشر دولة لطلب التهدئة وأستمر ضرب الصواريخ الفلسطينية التي أوقع طائرات حربية ودمرت سيارات عسكرية علي الحدود البرية ودمرت بارجة حربية  إسرائيلية في عرض البحر مقابل شواطئ غزة المحاصرة أستمر ضرب تلك الصواريخ حتى آخر لحظات قبل بدء التهدئة برعاية مصرية ودولية وبشروط فلسطينية حقق من خلالها الفلسطينيين التالي وهو زيادة الميل البحري الذي يستطيع الفلسطيني الوصول إلية وهو من 3 ميل إلي 6 ميل وهذا يحدث تغيرا كبيرا في حياة الفلسطينيين وخاصة الصيادين وكذلك استعادة المواطن الفلسطيني حقه في استخدام أرضة علي الحدود الشرقية لقطاع غزة والتي كان ممنوع من استخدامها وكذلك فتح المعابر الحدودية وإدخال البضائع وهذا بحد ذاته كسرا للحصار الإسرائيلي الخانق وكذلك حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة
 ووقف كل أشكال عمليات الاغتيالات في قطاع غزة   
علي أثر ذلك الانتصار في الحرب الأخيرة علي غزة وعلي أثر الربيع العربي الجديد أدرك المواطن الفلسطيني أن لا فائدة من الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بين الأشقاء وبينما كانت المقاومة في غزة عسكريا كانت أيضا المقاومة في الضفة الغربية دبلوماسيا من خلال زعيم فلسطيني يستحق كل الاحترام والتقدير الرئيس الذي حقق لفلسطين الكثير الكثير من الأشياء الرئيس الفلسطيني / محمود عباس والذي أوقف المفاوضات مع الإسرائيليين في ظل استمرار بناء الوحدات الاستيطانية وسرقة الأرض الفلسطينية ذلك الرئيس الفلسطيني العظيم الذي أثمرت جهوده حول العالم وأستطاع كسب رأي وتأييد الكثير من دول العالم حول القضية الفلسطينية العادلة فبعد أن استخدمت أمريكا حق الفيتو ضد قرار إقامة الدولة الفلسطينية توجه الرئيس محمود عباس إلي مجلس الأمن لتقديم طلب عضوية فلسطينية وانتزاع كرسي في مجلس الأمن رغم التهديدات الإسرائيلية باغتيال شخص الرئيس عباس مثلما فعل الإسرائيليين وقتلوا الرئيس الخالد ياسر عرفات بعد حصاره في المقاطعة برام الله لعدة سنوات وأخيرا قرر الإسرائيليين قتل عرفات بدس السم وهكذا ودعنا قائد عظيما خالدا في حياة الشعب الفلسطيني وقضيته والآن يكمل المشوار الرئيس محمود عباس برغم التهديدات الإسرائيلية بإغتيالة وبرغم التهديدات الأمريكية بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني ولقد أبلغ الرئيس عباس بتلك الرسالة الأمريكية عبر وزير خارجيتها "هيلاري كلينتون" ولكن الرئيس أخبرها أن القطار قد رحل وأن من حق الفلسطينيين انتزاع حقه في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف 
وبذلك قرر العالم بالتصويت وولادة دولة هي فلسطين
  ولقد لاقت ترحيب كبير في المؤسسات الفلسطينية ودعوات لتقديم طلبات لباقي منظمات الأمم المتحدة
* النجاح في اليونسكو يثبت أن الذهاب للأمم المتحدة هو الخطوة الفلسطينية الصحيحة
فلقد حصلت دولة فلسطين، على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، خلال التصويت الذي جرى في مقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس.
وصوت لصالح انضمام فلسطين 107 أعضاء، فيما عارض 14 عضوا بينهم الولايات المتحدة وإسرائيل، وامتنع عن التصويت 52 عضوا.
واللافت هو تصويت دول من أوروبا الغربية لصالح عضوية فلسطين، وهي: فرنسا، وإسبانيا، وبلجيكا، والنرويج، والنمسا، ولوكسمبورغ، وأيرلندا، وأيسلندا، حيث ضجت القاعة بالتصفيق بعد كل كلمة «نعم» لفظها مندوبو هذه الدول.
واليونسكو هي أول منظمة تابعة للأمم المتحدة يسعى الفلسطينيون للحصول على عضوية كاملة بها منذ أن تقدم الرئيس محمود عباس بطلب الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة في 23 أيلول الماضي من العام.؟؟؟؟؟
اكتب السنة"
وبعد قرار اليونسكو يوم 31 أكتوبر 2011 قبول عضوية فلسطين، وشرعت السلطة الفلسطينية في دراسة إمكانية التقدم بطلب العضوية
 لدى 16 منظمة أممية متخصصة أخرى.
ويذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو، تأسست عام 1945 وهي تتألف اليوم من 194 دولة عضوا. وبدخول فلسطين
 تصبح الدولة 195 في المنظمة.
وقالت الخدمات الصحفية في اليونسكو، إن المؤتمر العام وافق بالاقتراع على اعتبار فلسطين دولة عضوا في اليونسكو.
وحتى تصبح هذه العضوية فعلية على فلسطين أن توقع على الميثاق التأسيسي لليونسكو الموجود لهذه الغاية في أرشيف حكومة المملكة المتحدة في لندن وتصدق عليه.
وأوضحت المنظمة في بيان صحفي،أن قبول عضوية دولة في اليونسكو غير عضو في منظمة الأمم المتحدة يقتضي صدور توصية عن المجلس التنفيذي للمنظمة والحصول على تأييد ثلثي عدد الدول الموجودة والمقترعة في المؤتمر العام، والدولة التي تمتنع تعتبر غير مشاركة ولا تحتسب أصواتها.
ومن المهم في ذلك أن النضال الفلسطيني متزامن في آن واحد عسكريا في قطاع غزة وحراك سياسي ودبلوماسي في رام الله والقدس وهذا يقرب وجهات النظر من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني والذي من شأنه إعادة الوحدة الفلسطينية من أجل مواجهة الاحتلال وعدوانه ومن أجل بناء دولتنا الفلسطينية وهذا ما يجري في مصر الشقيقة من لقاءات تجري بين كلا من فتح وحماس وكافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل المقاومة من أجل إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني تلك اللقاءات الأخيرة هي جارية الآن في شهر يناير من العام 2013 بعد لقاءات عديدة سبقتها في الأعوام الماضية منذ العام 2007 ولكن ما يميز تلك اللقاءات هو الحالة السياسية والعسكرية من الانتصار الفلسطيني الأخير وكذلك هو أن اللقاءات تجري في شهر يناير من العام 2013 من أجل وضع جداول زمنية لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة وتفعيل لجنة الانتخابات الفلسطينية