الاثنين، 24 نوفمبر 2014

اليوم العالمي لمقاومة العنف ضد المرأة


إن المرأة مخلوق رقيق بطبعه وعالم يفيض باللطف والحنان
ونهر يتدفق بالمشاعر الشفيفة
ودوحة تسكن في أحضانها النفوس المتعبة والأرواح المنهكة، وزهرة تفوح بشذى الأنفاس اللطيفة ، إنها مملكة تحتوي بداخلها عالم جميل تذوب في ثناياه المتاعب وتتلاشى المصاعب ، وهي معمل لنشر الراحة والسكينة والهدوء والطمأنينة ، ومنبع يفيض على جداول الحياة بشلالات السعادة ورذاذ الود ووطن كبير يهدي الأمن والأمان ، إنها فضاء للأستقرار ومداء للخيال والجمال ، إنها ذلك الجانب الجميل من جوانب الحياة ، وهي المبعث الأساسي للحب وتربية العواطف .
إن المرأة ليست نصف المجتمع بل هي المجتمع بعينه وبذاته، وهي ملحه وفاكهته وعطره وشذاه ، إنها قنديل الحياة ومصباح الوجود، وهي غذاء القلوب وبهجة الأرواح ، وهي فرحة الأحاسيس ومدهشة العواطف وملهبة المشاعر وملهمة الحكمة ، ومشعلة الوجدان ، وهي وله اللقاء، وألم الفراق ، ودفئ الحياة ، ومظلة الوجود من هجير شموس الحياة المحرقة ، وهي ابتسامة الأمل ، ودمعة الألم ، إنها ذكريات الغياب وحديث الحضور، زينة الحياة وبهجتها وحلاوتها ولذتها ، تضفي على الحياة طعمها ، وتنزع عنها مرها .
هي ذلك الحلم الجميل ، وهي تلك اللوحة التي تتزين بألوان الروعة والبهاء ، لمساتها على الحياة لمسات ساحرة وتعاملها مع الأشياء تعامل الألق والفن والإبداع ،
انها تحبس الألم لتنشر الأمل وتعطي بلا حدود وتتنازل بلا مردود، تلطف أجواء الحياة الجافة ، وتهمي على قيعان النفوس من هتان حبها ونعيم عطفها وعذوبة رقتها ، هي لحن خالد وقلب نابض وظل وارف وجمال مدهش ونعمة عظيمة ، تحب بصدق ، وتكره برفق .
انها عالم جميل ، يجب أن نرفق به وأن نتعامل معه بكل أناقة ولطف ، فكيف بمن تجرد عن كل الرجولة وتنصل عن كل المبادئ وتنازل عن كل الأخلاق وتخلى عن كل القيم ، فيعنفها ويقسو عليها ، إنه اللؤم وكفى فالمرأة لا يكرمها إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم ، كما ورد عن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام
إن الرجل السوي لا يقسو على المرأة ولا يعنفها لا بالفعل ولا باللفظ
استوصوا بهن خيرا وتعاملوا معهن بأناقة وأدب وراقبوا الله فيهن
تحياتي واحترامي لكل امرأة محترمة تعرف حدودها وتلتزم بآدابها وتحافظ على دينها