الأحد، 15 مارس 2015

نزيف قلم


كم كنت اعطر لك المداءات
واعبق لك المساء ات بشذى الورد وعبير العطر وأفرش لك الارض بحنايا الضلوع وحبات العيون والقلوب
وكم كنت أهمس في مسمعك بأحاديث الهيام وعبارات الوله
صدفة اجتمعنا على مرافئ الحب
وصدفة افترقنا من افاعيل الظروف
كانت رحلتنا قطعة من الزمن جميلة حلقنا فيها في آفاق الوله والهيام وطرنا لفضاءات الشوق المخضب بلون الأمل الذي تم تدميره ودفنه وهو في أبهى صوره وانقى صفحاته وطويت تلك الصفحات وأصبحت من أحاديث العبر
ماتت تلك الحروف التي كانت تتنهد بآهات البعد وتئن بصرخات الألم وجف المنبع الذي يمدها بالحياة وغادرت القلوب المشهد مغادرة نهائية بعد أن كان ذلك مستحيلا
سمعت الحروف وهي تقول ولماذا دخلت في هذه المتاهات وأنت من أنت ؟ أولست الذي ترفض الرد على أي صوت يناديك وتتمنع عن الإستجابة لأي هاتف يهتف بقلبك
كيف دخلت مختارا فرحاً وخرجت كارها مكلوما ؟
أولست حكيما وفيلسوفا تدوخ العالم بسحر قلمك
وتبهره برجاحة عقلك وتدهشه بأخلاقك ؟
قلت بلى ؛ ولكن ؛
أولست أنت الذي سحرت العالم عندما رسمتك في لوحات بيانية معبرة ورسمت بك لوحات فنية جميلة تسر الناظرين ؟
أولست أنت أيها الحرف من أوقعتني في هذه المسالك المتعبة ؟
قال بلى ؛ ولكنك أنت الذي جعلتني مغريا ومحبوبا ولولا أناملك التي تجعلني شهدا في ذائقة الجمال لما فعلت بك شيئا أما تراني اتحرك بين أنامل الكثيرين بلا روح وبلا طعم
سيدي الحرف
بلغها رسالتي الأخيرة التي تنزف ألما وقل لها .
من بوابة الحرف ولجنا وخرجنا