الأربعاء، 3 أبريل 2013

ماذا تعرفون عن شخصيات المجتمع الثلاث؟


للشخصية الإنسانية الاجتماعية سمات متنوعة ومتعددة في مجتمعنا. وقد وهب الله كل إنسان ملكة خاصة تحملها شخصيته يستطيع العمل من خلالها ولو استغلها بشكل جيد لقام بدوره المطلوب في المجتمع على أكمل وجه.
وللأسف ما نراه في مجتمعنا هو إهمال لتلك الملكات التي وهبها الله لنا ونلجأ إلى طرائق ملتوية للتعامل بعضنا مع بعض، لدرجة استغلال بعضنا نجاح الآخرين وتسجيله لحسابهم الشخصي وكما يقال "الطلوع على اكتاف الغير".
ومن خلال نظرتي وقراءتي الخاصة للشخصية الاجتماعية صنفتها في ثلاث سمات وهذا التقسيم نتيجة متابعتي لكثير من تلك الشخصيات التي تعاملت معها مباشرة طوال أكثر من عشرين عام حين كنت أعمل متخصصاً في شؤون الموظفين أو في العلاقات العامة والإعلام أو التسويق الإعلامي أو في تطوير الخدمات العامة او تطوير الخدمات المساندة وفي مجال التوعية وأخيراً في مجال خدمة المجتمع ومن خلال ما قرأت أو ما سمعت عن تلك الشخصيات من غيري. وتوصف الشخصية الأولى على أنها شخصية عملية او اجتهادية والثانية النظامية او الروتينية والأخيرة الكسولة وهي محل نقاشنا.
وصف الشخصية الأولى: وهي الشخصية العملية جداً صاحبة المسؤولية والقرارات السديدة، المجتهدة دائماً بلا حدود، المؤدية لدورها على أكمل وجه فيما يطلب منها والكمال لله سبحانه وتعالى، والمطورة لأدائها باستمرار يوماً عن يوم، والمبتكرة لتحسين الخدمات المقدمة في مجال عملها، والمنوعة لعلاقاتها الجيدة بمن حواليها إلا الحاسدين والناقمين على نجاحها. وتعمل تلك الشخصية بلا رقيب، وتنال احترام وتقدير كل من يعرفها وبعملها الواضح والجيد والمميز. واعتبرها شخصية تسعى إلى البناء والتطوير، وهي حالمة ومحققة لأكثر أحلامها. وتلك الشخصية موصوفة في حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم 
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".
سمات الشخصية الثانية: هي الشخصية النظامية او الروتينية، أي الخاضعة لروتين العمل، لا ينجز إلا ما هو في حدود المطلوب فقط. وهي قريبة من الشخصية المجتهدة لكنها تقاد ولا تقود اي برنامج ولا تأخذ أي قرار منفرده، لأنها لا تضيف شيئاً جديداً ولا تسعى إلى الابتكار، فهي شخصية مجمدة كمعظم المراسلين الصحفيين عندنا ناقلي خبر فقط (وجهة نظر خاصة).
وسمات الشخصية الثالثة: وهي حديث موضوعنا: الشخصية الكسولة، لا تؤدي واجبها تجاه ما يسند إليها من أعمال بل تحيله دائماً وأبداً لغيرها للقيام به بدلاً عنها. وهي شخصية لا تخطئ لأنها أساساً لا تعمل ومن لا يعمل لا يخطئ وهو الكسول ومن سماتها أيضاً عدم تحمل المسؤولية ودائمة التغيب عن موقع الحدث بأعذار واهية، تعمل مغصوبة على أمرها، لو رفعت عنها الرقابة تتهاون في أقل عمل مهما كانت أهميته وتترك العمل بلا تفكير للعواقب، ومن سماتها أيضاً التهجم على غيرها وإجراحه دائماً بسبب ومن دون في أي وقت وفي كل وقت. وتحمل تلك الشخصية في نفسها نقصاً عاماً يحيل بينها وبين تأدية واجباتها تجاه نفسها وغيرها. هذا النقص يؤدي بها إلى التعرض للتغير بالتجريح والاحراجات لاعتقادها بهذه الطريقة أنها تثير اهتمام من حواليها لصبح محل تقدير من قبلهم وأحياناً تنجح مع نفس الشخصيات المطابقة لشخصيتها، من خلال تلمس أخطاء غيرها المقصودة، وغير المقصودة وإبرازها أمام الملأ لإشعار الآخرين بوجودها.
والمعروف أن خصم الشخص الكسول هو المجتهد والمطور لنفسه والمبتكر وهو الذي يعمل ويمكن أن يقع في الخطأ، فيعمل فيجتهد فيصيب. ولكن من لا يعمل لا يخطئ وهو الشخصية التي نتحدث عنها الآن، ونظراً لصغر حجم شخصية الكسول أمام شخصية المجتهد: لذلك نجدها دائماً في حرب معهم عن طريق نشر الإشاعات التي تمس سمعتهم، ومحاولة تلفيق التهم التي تسيء إلى شرفهم المهني لأنها تشعر في وجودهم بالخطر الذي يحيط بها، وتشعر أن عملهم واجتهادهم يكشف كسلها وسلبيتها واللامبالاة التي تعيش فيها، وللأسف الشديد أن تلك الشخصية تجد الآذان الصاغية من بعض من حواليها ممن هم على شاكلتها كما قلنا وخاصة المديرين في العمل لذلك نرى كثيراً من المواهب تتذمر بسبب تلك الشخصية وأعوانها الذين يضعون العواقب تلو العواقب كي لا تؤدي المواهب دورها المفروض في المجتمع.
ختاماً بعد تلك الإيضاحات عن بعض الشخصية الموجودة في مجتمعنا نأمل من أجل أن ننجح في حياتنا الأسرية والعملية بحيث نكون أفراداً فاعلين في المجتمع وفي أي مكان وفي أي منشأة سواء أكانت حكومية أو خاصة أن يتم وضع الرجل المناسب وهو الشخص المجتهد في المكان المناسب ولنرى كيف ستسير الأمور على خير ما يرام وفي المقابل علينا أن نحذر من الشخصية الكسولة ونتجنبها فهي مدمرة للقدرات والطاقات المنتجة، وهي التي تنشر سموم الحقد والحسد في المجتمع وهي معروفة للناس. أعاذنا الله وإياكم منها وجنبنا شرورها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه