الأربعاء، 22 أغسطس 2012

هل السجن أحب إليك من الحرية؟


لا أقصد السجن الذي يتبادر فورا لأذهان من يسمع هذه الكلمة،ليست المسألة سورا وحرسا وسجناء !!
للسجن أنواع عديدة قد لا نشعر بها ولا نعرفها.
قد تتألم، قد تتحطم، قد تتغير للأسوأ، قد تظل ثابتا في مكانك لا تبرحه، قد تنعزل عن الناس، قد تظن أنك حر طليق، قد يخدعك من حولك، قد تظن أنك تفهم الحياة أكثلر من غيرك، قد تظن أن الأفكارالصائبة هي ما اقتنعت به فقط...
زاملت أناسا يسجنون أنفسهم في مكاتبهم، ويعانون من عدم تطورهم وعدم تحررهم وانطلاقهم لفضاء أوسع؛ والعجيب أن هؤلاء الناس لا يعرفون لِمَ يعتريهم الضيق ولِمَ لا يستطيعون التقدم والعمل بشكل ممتع. هم مساجين بوظائفهم دون أن يعلموا!! والأدهى والأمر أنهم هم السجًانون وهم السجناء!
البعض هو من يغلق الزنزانة على نفسه، ولا يعلم بأن المفتاح ضائع، ويحتاج أن يبحث عنه طويلا!
وأنا أظن أن المشكلة الأساسية ليست سجنه لنفسه فقط؛ بل سجن آخرين معه، والأكثر مرارة وألما عدم شعوره هو والآخرون بأنهم مساجين!!
ومثال على ذلك؛ شخص نمت أفكارٌ بذهنه عبر سقيها بمياه آسنة تفوح منها السطحية والثقافة الشعبية والجمود، فتصبح شجيرات فكرية وحرائش متشابكة أشبه بسياج يحمي هذه الأفكار العتيقة كي لا تخرج من رأسك أو بالأحرى كي لا تخرج أنت من أسرها.
والغريب أن من يكون أسيرا وسجينا لأفكار معينة، يظن بأن العيب في الآخرين، وبأنه على صواب؛ وذلك لأنه ينطلق في رؤيته من نافذة فكره الضيقة الصدئة!!
أحدهم يكون سجينا لعادات وسلوكيات يحكمها الزمان والمكان. كمن يكون سجينا لعادات بالية لا تعتمد على قناعته الشخصية، بل فقط مواكبة للآخرين، ولعدم الظهور بمظهر الشاذ عن الجماعة. عادات في المنزل أو الحي أو البلد.. يمارسها دون قناعة ويسجن نفسه بها طيلة تواجده بهذا المكان؛ ثم إذا انتقل إلى مكان آخر انسلخ منها!!
كما أن بعض الأزمنة يمارس البعض بها سلوكا معينا، فنجد أحدهم يعيش في قالب محدد، ثم إذا انتهت المدة الزمنية رجع إلى سلوكه الحقيقي سواء كان إيجابيا أو سلبيا؛ وأكبر مثال على ذلك سلوك الناس في شهر رمضان، حيث يخيل إليً أن بعض الناس في سجن زمني!! ينتظر فقط انتهاء الشهر ليعود كما كان سابقا؟!
لا بد أن أشير هنا إلى أن البعض يسجن نفسه ويسخر نفسه لإرضاء الآخرين( سجن رضا الآخرين). وهو سجن مع الأشغال الشاقة!
باختصار يوجد الكثير من السجون التي نسجن أنفسنا فيها سواء كنا أفرادا أو جماعات. قد يكون بعضها جميلا، ولكنه مهما كان جميلا يظل سجنا يجب أن نخرج منه لنعيش بشكل طبيعي، ولنستطيع الحلم ومن ثم نحققه.
وإن كان أشد السجون بؤسا هو سجن (وهم المعرفة) فهذا سجن كبير لا يشعرك بالضيق بل يشعرك بأن مالك هذا السجن خصوصا إذا حظيت ببعض المتملقين الذين يشعرونك بأنك (أعلم أهل الأرض) فلا تشعر بأنك أسير لهذه الفكرة،أو هذا السجن. وتبقى في ضلالك إلى أن تتعرض لموقف قوي يخبرك بأنك عارٍ من كل علم ومعرفة.
أيها الأحبة،سارعوا في التحرر من سجونكم،لتستمتعوا بحياتكم أكثر،ولتشاهدوا الدنيا بتجرد وواقعية وربما برومانسية حالمة.
استمعوا لنداء الطبيعة وكونوا أحرارا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه