الخميس، 12 أبريل 2012

التركيز الصائب

التركيز الصائب

لا أدري عزيزي القارئ هل ستعتبر ما سأقوله منطقا مقلوبا؟! أم ماذا؟!
إن كثيرا من الناس يركزون على نقاط ضعفهم ؛ لا على نقاط قوتهم. وهذا يزيدهم ضعفا.
أنامن دعاة التركيز على نقاط القوة حتى تبقى قوية، ويخالفني البعض في ذلك. هؤلاء قد يمنحهم اهتمامهم بنقاط ضعفهم شعورا وهميا بعدم وجود نقاط ضعف لديهم !! بسبب بقاؤهم في منطقة الوسط؛ فقوتهم ضعفت ووصلت الى المنتصف، وضعفهم قوي ووصل الى المنتصف.
ولو فعل شخص ما مثل ما فعلوا، فإنه بالتأكيد سيعجب الكثير ويسلم من انتقادهم ولومهم، ولكنه بالتأكيد لن يبهرهم ولن يتميز ويحلق في عالم التفرد والإبداع من المفروض أن يركز المرء على نقاط قوته ليبدع ويتخصص في فن من الفنون.
فتركيزه على نقاط ضعفه كما أسلفنا سيجعله لا يبرح منطقة الوسط رغم بذله جهدا كبيرا واستغراقه زمنا أطول!! لو استغل هذا الجهد وهذا الزمن في التركيز على ما يحب ويهوى من نقاط القوة لديه لحصد المجد كاملا. ولأتى بما لم يأت به الآخرون.
ينسى أو يتناسى البعض بأن اهمالهم لنقاط قوتهم ستجعلها تتآكل وتصبح باهتة وواهنة إلى أن تضمر وتصبح هزيلة وأضعف من الضعف نفسه!! فمن المتعارف عليه أنك إذا امتلكت مهارة واستخدمتها باستمرار فإنها تنمو وتقوى وتزداد تشبثا بذهنك؛فتدفعك للتحليق عاليا في سماء الابداع والتفوق. وكلما أمعنت في استخدامها كلما ازددت قوة بها،وازددت تمكنا منها.
يقول عباس محمود العقاد: الإرادة سيف يشحذه الضرب والنزال، ويصدئه الإهمال. أيضا من الأشياء المشاهدة والمحسوسة الحالات التي تعرض علي في الاستشارات حول فقد الثقة من الشباب والفتيات، مما ينتج عنه انسياقهم وراء الآخرين بتبعية بغيضة ومفسدة ومقلقة لهم ولأسرهم!! هؤلاء الشباب والفتيات يؤكد آباؤهم بأنهم كانوا على مستوى عال من الثقة والقيادة وهم صغار!! فما الذي حدث ؟!
بكل بساطة عندما كبروا لم يتح لهم المجتمع (وأعني آباؤهم ومعلميهم ومحيطهم) بأن يتخذوا قرارا واحدا، كانوا ينوبون عنهم في كل شي، وبالتالي كان عدم استخدامهم لثقتهم فترة طويلة دور كبير في ضياع هويتهم وضعف ثقتهم بأنفسهم. للأسف فإن المجتمع هو من سلب هؤلاء ثقتهم بأنفسهم..
أخي القارئ الكريم ، أختي القارئة الكريمة؛ نحن نعلم بأنه (كل ميسر لما خلق له) لذلك يجب أن نؤمن بالاختلاف الموجود بيننا، حتى نتألق ونبدع ونتفرغ لتحسين مهاراتنا المميزة، والتي بالتأكيد ستجعل الآخرين لا يلتفتون إلى جوانب ضعفنا.
الكاتب / د. عبدالرزاق كسار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه