الخميس، 12 أبريل 2012

الافق

أتوقُ إلى الذهاب بعيداً..
أنشد الحرية فلا أجد موطناً لها سوى الأفق! 
دوماً كنت أعتقد بأن الحرية بعيدة، تدعونا دوماً للاقتراب فلا يقترب أحد!.
كأنّ الأفقَ ينتظرُ قدومَ المغامرين إلى رصيفِ الحُلُم..
أنظرُ إلى الأفق فيعجبني.. أشعرُ به يناديني.. يغريني بامتدادهِ بغموضهِ وبُعدهِ.. أكاد أذهبُ بلا تفكير لأقع في شَرَكِهِ، وشرِّ أعمالي، وحسنِ ظنّي..
أتريثُ أبحثُ عن بدايةٍ له فلا أجد.. عن نهايةٍ له فلا أجد! أدور بعينيَّ جهة اليمين، ثم برأسي لليمين.. ثم لليمين.. ثم لليمين الذي أصبح عن يساري ثم خلفي، ثم أعود لنفس النقطة التي بدأتُ منها.
أُسرِعُ بالدوران أكثرَ وأكثرَ.. تصبحُ الدورةُ عشرَ دوراتٍ، ثم أكثر.. ثم أكثر!
أسقطُ دائخةً.. يدور أفقي حولي.. تلتفُّ دائرة الأفق حولي.. لا أحد يقترب مني..
تضيق الدائرة شيئاً فشيئاً.. المشهد يخلو من كل شيء حتى من الهواء والنور.. فقط الأفق الذي أصبح دائرة ضيقة.. 
وفجأة وأنا مسلوبة القوى ونصف واعية، بدأت دائرة الأفق تتحرك نحوي من كل الجهات.. أصبح تحلقها واضحاً، وشيئاً فشيئاً أصبحت دنياي مترين فقط!.
بدأ الظلام يغطي كل شيء، إلا جسدي المسجَّى على الأرض..
أتاني نور من السماء مسلط فقط على أفقي، بل على جسدي وأفقي ودنياي التي أصبحت مترين من الفراغ!.
لم يعد بدنياي جدران ولا أسقف..
انتشلني هذا الضوء إلى الأعلى، انتشلني إلى السماء..
اختطفني.. ولم ينسَ أن يختطف حلمي وأفقي..
صعدنا سوياً للسماء. ارتفعتُ وارتَفَعَتْ معي دائرتي الأفقية.. وأصبحتُ لا أعلم أيُّنا الذي قتلَ الآخر!
أيُّنا المجرمُ وأيُّنا الضحيَّة، أنا أم أُفُقِي! بل أينا من سيُضَحِّي بالآخر ليَظفَرَ بالرِّضا والنجاة.. والسماح له بالعودة إلى الحياة تحت الشمس..
الكاتب/د. عبدالرزاق كسار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه