الأحد، 21 أكتوبر 2012

الناس


برغم إدراكنا أنه ،، لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى ،، ورؤيتنا وعلمنا بأن أمما كثيرة علت وارتقت ،، ليس بعروبتها ولا بتحزبها ،، وإنما بعملها وعلمها ،، إلا أننا لا نزال ،، نخوض ونلعب ،، في مجالسنا بأقوال ،، منبوذة ،، لا ينبغي لقائل أن يقولها ،، ولا لواعي أن يقع في شرك قباحتها ،، يقول تعالى ،، يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ،، فنتأمل عمق أسباب الخلق ،، وتصنيف الناس ،، ولكننا نتجاهل ذلك فننعت هذا بقبيلته ،، وذاك بأصله ،، ونصف الكسل بأقوام ،، والجهل بأقوام ،، ونتناول في مجالسنا قليل وكثير ،، والله يقول ،، كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ،، قرأت هذا الصباح كلمات جميلة ،، الفراشة رغم جمالها ،، حشرة ،، والصبار رغم قسوته ،، زهرة ،، فلا تحكم على الناس من أشكالهم ،، ولكنني وجدت نفسي قريبا من حديث مجالسنا ،، وبعض من جهالتنا ،، فرددت بقولي ،، ولا يضر جمال الفراشة أن أصلها حشرة ولا ينفي شوكة الصبار أن أصله زهرة ،، فلا تحكم على الناس من أشكالهم ولا أصولهم وإنما من افعالهم وأقوالهم ،، وكانني أسمو إلى تبديد ،، تلك الحدود والفروقات ،، لتذوب في المجتمع الناهض ،، بأخلاقه ،، الواثب ،، بعمله ،، المتقدم ،، بعلمه ،، فلا يضر العامل ،، في أعمال النظافة ،، شيء ،، إنما هو يطلب الرزق بعمله ،، ولا يرفع شأن ،، الخامل الجالس شيء ،، من كرامة أصله وحسبه ونسبه ،، ويتميز الناس بأنسابهم ،، ولكن تلك المزايا سرعان ما تتلاشى ،، في حراك العمل ،، وبيئة البناء ،، حتى يتعاضد الكل ،، ويحقق الهدف الواحد ،، فلنترك كل تلك التحزبات ،، التي لم تغذي أخلاقنا ولا أمتنا ولا عروبتنا ،، إلا بكل ما جعلها أهون وأوهن ،، ولنجعل جل اهتمامنا وتركيزنا على التعارف فيما بيننا ،، على أصول ،، العلم والعمل ،، وليتعلم كبيرنا من صغيرنا وصغيرنا من كبيرنا ،، دروسا في التعاضد والتكاتف والتعاون ،، لنصبح كما أراد الله لنا أن نكون ،، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ،، ولندك إيماننا بالله ،، العليم الخبير ،، من ذلك التعاون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه