الاثنين، 10 سبتمبر 2012

شكرا عمار بوقس .. وانتهي الدرس أيها........ !

قاهر المستحيل كما يحلو له ؛ وكما يحلو للمنصفين 

عمار بوقس ؛ أتى إلى الحياة لعيش تحدياً ليس مع نفسه ؛ إنما مع الكثير من الأنظمة والعقليات التي تصر على أن تنظر للحياة بمنظار لا يعرف الإنصاف , ولا يعرف التعامل مع القدرات إنما يتعامل مع أطرٍ بشرية متخلفة ! وضعها البشر بأنفسهم لا من أجل أن تستمر الحياة ؛ إنما لتقف مع أناسٍ , وتنصرف عن آخرين ...
رفضته الكثير من الجهات , والإجراءات , والقرارات , والعقليات ؛ فرفض الاستسلام لها كلها ..
وقفت أمامه الكثير من العقبات بلائحة المستحيل ؛ فوقف في وجهها لأنه لا يؤمن إلا بالممكن , ويرفض كل المستحيل ...
قيل له أن الحياة يوجد به الكثير من المستحيلات فأخبرهم بأنه يوجد من يقهرها فكان لها .. وفعل ...
عمار لم يعش تحدياً مع نفسه لأنه يعرف قدراته , ويثق في ربه إنما عاش تحدياً من نوع آخر مع ذوي الاحتياجات الخاصة الحقيقيين , أو الإعاقات الفكرية الحقيقية الذين ينظرون للحياة , وللأشخاص بمنظار غريب لا يستند على أي أسس علمية إنما يستند على أوهام , وحواجز تخلو من الإنصاف ؛ بل تقاومه ...
عمار بوقس حلق بأجنة الطموح وصارع بمجاديف التحدي ؛ ومع كل عقبة من العقبات يعود أكثر إصراراً , وتألقاً , وإبداعا ...
عمار بوقس يعنيه أن يحقق ذاته , ويحقق كل أهدافه , وطموحاته ؛ فكان له ما أراد ولا زال للمجد بقية ....
عمار بوقس لا يؤمن بالحدود المكانية , ولا الزمانية إنما يؤمن بطموحاته يؤمن أن له أهدافاً لا بد أن يحققها , ولا يمكن أن يسمح لأي شخص في الدنيا أن يقف دون الوصول إليها فقدم لكل الأجيال درس الإصرار على طاولة الحياة
بعنوان " لا مستحيل تحت الشمس " ...
أسرج خيوله نحو طموحاته ؛ فوصل ولا زال يواصل , وترك للآخرين دور إيجاد الأعذار , والمبررات التي يعلم أربابها أنها غير صحيحة وأن غيرهم لا يمكن أن يصدقها لأنها أتت بعد أن فات الأوان وانتهى الدرس ... ترك لهم كل ميادين الكلام لينثروا أعذارهم الواهية التي لا تعنيه بعد أصبحوا عنده من الماضي وبالتالي كل ما يأتي منهم لا قيمة له .. ومع كل ذلك ليتهم مارسوا الصمت كما مارسوا فن وضع الحواجز في طريق عمار ...
أعرف أن مثل شخصية عمار لا يكفيها مقال , ومسيرتها لا تحويها صفحات لأنها عامرة بالكفاح مليئة بالدروس
وكل ما نستطيع أن نقدمه لعمار هو أن نقول له :
شكراً عمار :
فقد أعدت لنا تعريف مصطلح الإعاقة ...
ورتبت أبجديات ومفردات الطموح ...
ورسمت خارطة الطريق للباحثين عن التميز ...
وعلمتنا ألا نتوقف في محطات اليأس بل نجعل منها
قواعد للتحليق ....
وعلمتنا أن المصاعب التي نواجهها في الحياة ليست هي النهاية
إنما هي البداية ....
لهم .. ولهم فقط :
شكراً للأشواك علمتني الكثير ( طاغور )
الكاتب/ أ عبدالعزيز الغانمي 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه