ينشأ الغياب في حالة التجاهل والتجاوز بل يصبح لزاما في حالة الغرور والكبرياء
من ساحة اللقاء المضمخ بالبرود تبدأ رحلة الغياب
لأن البرود والانصراف الوجداني عند اللقاء يحرق اللهفة المرتقبة ويدمر الفرحة المنتظرة ويستدعي عزيمة الإنصراف الذي يؤدي للخروج من تلك الصور القاتمة والمشاعر المجمدة والكرامة المسحوقة إلى ذلك الفضاء البعيد حيث الغياب
فهوغابة تتلاشى فيها الأحاسيس
ويتماهى فيها الألم بالواقع حتى تذوب حدته في ثنايا النسيان
وتنمو بذرة النسيان حتى تصبح شجرة باسقة تثمر إحساسا جديدا خاليا من التذكر المميت
وفي فضاءات الغياب غيمة تهمي بوابل من زخات أمطارها لتسيل في أودية النفس العميقة وشعابها المتداخلة فتجرف بقايا الذكريات الأليمة لتلقي بها في محيط النسيان حتى تصفو النفس من ذلك الغثاء الأليم
في الغياب معاول تدمر حصون الوله والهيام وسهام تهتك وشائج الحب والود؛
لكن فيه إستعادة للكرامة المسحوقة وابتعاد عن الصور المؤلمة ونسيان لألم اللقاءات الباردة المجمدة
~~~~~~~~~
جميل أن تتخذ من الغياب عن الخلق لقاءا صادقا مع الله فهناك الطمأنينة والفرح وهناك الأمن والسكينة وهناك الشعور والاحساس الصادق بالحياة الحقيقية البعيدة عن الزيف والخداع والمنفعة والتزلف
شعاع من وهج الغياب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه