السبت، 14 مارس 2015

في دهاليز الغياب



ينشأ الغياب في حالة التجاهل والتجاوز بل يصبح لزاما في حالة الغرور والكبرياء
من ساحة اللقاء المضمخ بالبرود تبدأ رحلة الغياب
لأن البرود والانصراف الوجداني عند اللقاء يحرق اللهفة المرتقبة ويدمر الفرحة المنتظرة ويستدعي عزيمة الإنصراف الذي يؤدي للخروج من تلك الصور القاتمة والمشاعر المجمدة والكرامة المسحوقة إلى ذلك الفضاء البعيد حيث الغياب
فهوغابة تتلاشى فيها الأحاسيس
ويتماهى فيها الألم بالواقع حتى تذوب حدته في ثنايا النسيان
وتنمو بذرة النسيان حتى تصبح شجرة باسقة تثمر إحساسا جديدا خاليا من التذكر المميت
وفي فضاءات الغياب غيمة تهمي بوابل من زخات أمطارها لتسيل في أودية النفس العميقة وشعابها المتداخلة فتجرف بقايا الذكريات الأليمة لتلقي بها في محيط النسيان حتى تصفو النفس من ذلك الغثاء الأليم
في الغياب معاول تدمر حصون الوله والهيام وسهام تهتك وشائج الحب والود؛
لكن فيه إستعادة للكرامة المسحوقة وابتعاد عن الصور المؤلمة ونسيان لألم اللقاءات الباردة المجمدة
~~~~~~~~~
جميل أن تتخذ من الغياب عن الخلق لقاءا صادقا مع الله فهناك الطمأنينة والفرح وهناك الأمن والسكينة وهناك الشعور والاحساس الصادق بالحياة الحقيقية البعيدة عن الزيف والخداع والمنفعة والتزلف

شعاع من وهج الغياب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه