الأحد، 4 يناير 2015

الحجاب بين الموز والشريعة




بقلم/ صالح الجعري
 الحجاب بين الموز والشريعة
  بعد الصدمة الفقهية الاجتماعية التي أحدثها خروج زوجة أحد المشايخ بصحبته بحجاب يكشف الوجه في أحد البرامج التلفزيونية معتمدا على قناعتة برأي فقهي يعتقده ويطبقه على نفسه وأهله .

ظهر لنا في الأرجاء بعض مشايخ ودعاة ومحافظين وربما قبليين يصورون الحجاب بصورة قشرة الموز التي تقي ما بداخلها من التلف ، أو الغلاف الجوي للكرة الأرضية أو بقلم دون غطاء يجف حبره وتنعدم فائدته فيلقى على الأرض تدوسه الأقدام ، بل إن أحد المعلمات قد وصفت الحجاب لطالباتها بذلك الجَلَد الذي يغلفن به كتبهن حماية لها .

ولو اتبعنا ذلك النسق التشبيهي لوجدنا في الطرف الآخر من يشبه الحجاب بتلك الصخور التي منعت عن الذهب الألماس بريقه ولم تدرك غلاء ثمنه وقوة معدنة .

وإنسياقنا خلف تلك التبريرات يجعلنا نقول بأن الرجل أولى بحفظ غطائه كي لا يجف حبره فيرمى وتدوسه الأقدام ، أو نقول لعل حجاب المرأة يكون شفافاً كتجليد كتب الطالبات فيحافظ عليها ويظهر جمالها .

ما أريد إيصاله هنا هو أن الحجاب شريعة إسلامية وإن اختلفت المذاهب في صفته وعلينا تقديمه للناس في صورة الامتثال لشرع الله بالدليل البين من الكتاب أو السنة لا أن نأتي بأمثلة علمية أو عقلية قد يكون في خلافها أكثر علما وعقلا .

يجب أن يفهم المشايخ والدعاة ومحبي الخير للناس أن الإسلام لا يكيف بما اعتاد عليه الناس بل تكيف عادات الناس بما وضعته الشريعة .

وعلى أصحاب الرأي بتغطية الوجه للمرأة اقناع الناس بذلك بما وصلوا إليه من علم شرعي يسند مقولتهم أو يتركوا للعلم الشرعي المجيز لكشف الوجه بإثبات ما هو موافق لشرع الله ومناسب لما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وصحابه .

أما تشبه المرأة بالموزة والتفاحة لإثبات رأي فقهي فهو ضعف شرعي لا يقبله عقل ولا يأخذ به منصف .

ومن الأكيد بأن الشريعة السمحة لم تترك بابا من أمور البشرية إلا بينته ووضعت أسسه السليمة التي لا يأتيها باطل ولا ينفيها اجتهاد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه