نامت المساءات تحت مدفأة الألم ، وتقلبت على جمر الفراق ، وغفى الحلم في أحضان الوحدة ، وتأخر الشروق عن الصباح ، وغرقت ذاكرة الود في مستنقع الشتات الآسن
وتجمدت دموع الأسى بمآقي الأمل
وامتلأت تلك المساحات بالحزن بعد أن كانت تفيض بألوان السعادة والفرح
وتسامرت على ضفاف المساء حكايات الذكريات ، واحتشدت على نوافذها الحمامات الزاجلة
برسائل الماضي البعيد ، وغابت الذوات والصور ، وبدا وجه الحقيقة سافرا بعد ان تخلص من زيف الصور التي كانت تحجبه عن الظهور، وتبدلت الجمل والحروف التي كانت تغطي المكان بأناقة وخفة وبهاء ، إلى مفردات خشبية جافة خالية من المشاعر والأحاسيس ، واستوطنت الغربة مساحة تلك المساءات ، وتاه المكان بين دهاليز النسيان ، وشاحت اللحظة بوجهها في كبرياء واستعلاء ، واختنق القمر بكثرة الغيوم التي كانت تحاصره ، وتحول محيطه إلى مساحة مليئة بالكآبة والملل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه