الثلاثاء، 8 يناير 2013

حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم


يترقّب محب صادق بكل شوق و حماس ، فرصة يتمكن فيها من بذل راحته و أوقاته وطاقاته وما ملكت يمينه ونفسه دون حبيبه صلى الله عليه وسلم ، والمحبون الصادقون للنبي الحبيب الكريم صلى الله عليه وسلم من الصحابة قد سجلوا أروع أمثلة الفداء والتضحية دونه صلى الله عليه وسلم . والذين جاءوا من بعدهم من محبيه صلى الله عليه وسلم يجدون في صدورهم حسرة لا توصف لفواتهم تلك السعادة العظمى والأمنية الغالية . وأن من سعادة العبد أن يرزقه الرحمن جل جلالة حب حبيبه الكريم صلوات الله وسلامه عليه ، ومن وجدها يجد في ذلك حلاوة ولذة لا توصفان . فقد روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" فو الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون احب إليه من والده و ولده " رواه البخاري ومسلم. ومعنى حلاوة الإيمان كما ذكر العلماء رحمهم الله "استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين و إيثار ذلك على أعراض الدنيا.
وفي هذا الزمن يزعم كل واحد منا أنه يحب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأنه عليه الصلاة والسلام أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. ولكن هل نحن صادقين  في حبه ؟ وأين حبنا من حب صحابته رضوان الله عليهم اجمعين له !!وهل عرفتم كيف كان حب الصحابة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الصادقون في محبتهم له وفي شوقهم إلى رؤيته وحرصهم على صحبته وسرورهم بالنظر إليه وخشيتهم على فقدانه والدفاع عنه واختيارهم صحبته على كل شيء صلى الله عليه وسلم. " سأسرد لكم بعض المواقف الرائعة للمحبين الصادقين ومن أجمل ما ذكر عن فدائهم للحبيب الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ يتجلى فيها ما ذكر:
1-فداء أحد عشر رجلا من الأنصار وطلحة رضي الله عنهم دونه صلى الله عليه وسلم:
يحدُثُ خطأ من بعض الرماة في معركة أُحد ، فيتركون أماكنهم فيأتي مجموعة من قريش مكة تحت قيادة خالد بن الوليد من خلف المسلمين، فيحصل خلل واضطراب في الصفوف الإسلامية حتى لم يبقى في وقت من الأوقات مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا، وقد ادرك المشركون النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهؤلاء الاثنى عشر.فماذا فعل أولئك الأبرار المحبون للدفاع عن حبيبهم صلى الله عليه وسلم؟ 
تأملوا معي مارواه الإمام النسائي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما حيث قال: " لما كان يوم أحد وولى الناس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثنى عشر رجلاً من الأنصار وفيهم طلحة بن عبيدالله رضي الله عنهم فأدركهم المشركون . فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و قال : " من للقوم؟"
 فقال طلحة: " أنا".
 قال رسول الله صلى اله عليه وسلم : " كما أنت".
فقال رجل من الأنصار: " أنا يا رسول الله".
فقال :" أنت" .
 فقاتل حتى قُتل.
ثم التفت فإذا المشركون.
 فقال: " من للقوم؟ " .
فقال طلحة: "أنا" .
 قال : " كما أنت".
فقال رجل من الأنصار :" أنا ".
فقال :" أنت".
فقاتل حتى قُتل.
ثم لم يزل يقول ذلك ، ويخرج لهم رجل من الأنصار ، فيقاتل قتال من قبله حتى يُقتل ، حتى بقي رسول الله  صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيدالله رضي الله عنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من للقوم؟"
فقال طلحة: " أنا". فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضُربت يده فقُطعت أصابعه، فقال: "حس" فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم :"لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة،والناس ينظرون". ثم ردّ الله المشركين".صحيح سنن النسائي.
الله أكبر! يفدي أحد عشر محباً أرواحهم دون حبيبهم حبيب رب العالمين، والثاني عشر- وهو طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه وعنهم أجميعاً. لم يكن دفاعه عنه صلى الله عليه وسلم بأمر هين، فقد قاتل قتال الأحد عشر، وشُلت يده حيث كان يقي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد روى الإمام البخاري عن قيس قال:" رأيت يد طلحة رضي الله عنه شلاّء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد". ورب محمد صلى الله عليه وسلم! 
ما اسعد هذه اليد وأزكاها التي شُلت دفاعاً عن أحب خلق الله تعالى وأقدسه صلى الله عليه وسلم!
2-دعوة أنس بن النضر رضي الله عنه إلى بذل الأنفس في سبيل الله وفداؤه بنفسه :
حدث اضطراب في الصفوف الإسلامية في معركة أحد، وشاع بين الناس أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قد قُتل.فجلس بعض الصحابة متأثرين بهذا النبأ المفجع وقد ألقوا بأيديهم فانتهى إليهم أنس بن النضر رضي الله عنه فخاطبهم بقوله :"ما يجلسكم ؟"
قالوا :"قُتل رسول الله صلى الله عليه وسلم". قال : "فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على مامات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم". وكيف كان قيامه بنفسه دفاعاً عن الدين وإعلاءً لكلمة الله جل جلاله. يحدثنا الإمام البخاري عن أنس رضي الله عنه قال:" فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال ( أنس بن النضر رضي الله عنه): " اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء" يعني أصحابه _ " وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء" يعني المشركين. ثم تقدّم فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال: " يا سعد بن معاذ! الجنة ورب النضر. إني أجد ريحها من دون أحد".قال سعد رضي الله عنه: " فما استطعت يا رسول الله !ما صنع". قال أنس رضي الله عنه:" فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربةً بالسيف أو طعنةً برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قُتل".
3-اهتمام سعد بن الربيع رضي الله عنه بسلامته صلى الله عليه وسلم وهو في آخر رمق:
ونشاهد محباً صادقاً ىخر وهو من جرحى معركة أحد، و به سبعون ضربة ، ما بين طعنة برمح ، وضربة بسيف ، ورمية بسهم. لم يبق بينه وبين هذه الدنيا وما فيها من أهل ومال ومتاع إلا لحظات، ففيما كأن يفكر؟ وماذا كان يشغل باله؟ فلنقرأ ما رواه الإمام الحاكم عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:" بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد لطلب سعد بن الربيع رضي الله عنه وقال لي: " إن رأيته فاقرئه مني السلام ، وقل له: " يقول لك رسول الله صلى الله عليه ويلم: كيف تجدك؟". قال: "فجعلت أطوف بين القتلى فأصبته وهو في آخر رمق، وبه سبعون ضربة : مابين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت له: " يا سعد! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: " خبرني كيف تجدك؟".  قال: " على رسول الله السلام، وعليك السلام، وقل له: " أجدني اجد ريح الجنة"، وقل لقومي الأنصار: " لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شُفر يطرف". قال:" وفاضت نفسه . رحمه الله".ففيم فكر هذا المحب الصادق في آخر لحظات حياته؟ وماذا شغل باله؟ وبماذا أوصى قومه وهو يودعهم، مرتحلاً عن هذه الدنيا، وما فيها من متاع . الأمر الذي شغل باله هو سلامة حبيبه، حبيب الرحمان جل جلاله. والوصية التي أوصى بها قومه: هي أن يبذل كل واحد منهم نفسه فداءً للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. أنحن كذلك ؟ فيما نفكر نحن ؟ وماذا يشغل بال كثير منّا؟ وبما يوصي بعضنا أصحابه عند توديعهم . أهذا حبنا لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، صلوات الله وسلامه عليك يا حبيب الله يا رسول الله يا نبي الله .
بقلم:الأخصائية عبدية مروي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه