الذكر والأنثى دائماً في صراع مستمر وأزلي من أول يوم خلق الله تعالى الخلق وسيتمر هذا الصراع والجدال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مهما تخيلنا أنهم متحابان ومتآلفان والدليل على صحة كلامي أنك إذا طرحت أمامهم أي موضوع خلافي بينهم ولو كان بسيط لوجدت أن قمة الصراع بينهم وقتها تتمنى أن تضع حاجزًا من حديد بينهم من قوة اختلاف الآراء والمنهجيات والتفكير المختلف بينهم .
ولنتخذ مثلاً أمراً بسيط للغاية وهو
(المرأة مضطهدة وضائعة حقوقها ولا تحصل على حريتها في مجتمعنا ) لوجدت حرب داحس والغبراء بينهم ووجدت المرأة تدافع بشراسة وضراوة وبكل قوتها لتثبت صحة كلامها بينما يدافع أيضاً بكل قواه عن وجهة نظرة وبني جنسه ويستشهد بالآيات والأحاديث الدالة على كيد النساء مستدلين بذلك قوله تعالى : { إن كيدكن عظيم }
( سورة يوسف _ آية 28 ).
قد تستغربون اعزائي القراء على هذه المقدمة الطويلة وتتساءلون ما هو الرابط بين المقدمة والعنوان ولكن المقدمة أردت بها توضيح أن الرجال والنساء مختلفين تمامًا حتى في البكاء .
وقبل أن أستطرد موضوعي لابد أن نعرف جيداً ونعي وندرك الفوارق بين الرجل والمرأة وخاصة في الدماغ حيث أن هناك فارق فسيولوجي وبيولوجي كبير جداً في الدماغ وأن حجم الدماغ ووزنه وسعته وتركيبه وشكله يختلف تماماً بين الرجل والمرأة، وأيضاً الوظائف تختلف ووزن دماغ الرجل أثقل من دماغ المرأة وبعض مناطق في دماغ المرأة أكبر من مثيلتها عند الرجل .
وكما نعلم أن الدماغ هو عبارة عن فصين ( أيمن وأيسر ) والرجل يستخدم الفص الأيسر وهو المسئول عن العمليات الحسابية والمنطقية والواقعية والمرأة تستخدم الفص الأيمن وهو المسئول عن العواطف والأحاسيس والمشاعر وهذا الكلام لا يلغي أبدًا عدم وجود رجال يستخدمون فصهم الأيمن والعكس ولكن الغالب في الموضوع ولذلك نسمع باستمرار مقولة " الرجل يفكر بعقله والمرأة تفكر بقلبها " كونه كما ذكرت تفكير المرأة عاطفياً وتفكير الرجل عقلانياً ولعل هذه المفردات السابقة تجيب لنا على السؤال (لماذا تبكي النساء أكثر من الرجال ) ويوجد أمور أخرى تجيب على هذا التساؤل وهو أن المرأة يوجد لديها هرمون يسمى ( البرولاكتين ) وهذا الهرمون يفرزه الجسم كردة فعل للتوتر والأحزان والمشاعر السلبية والاكتئاب والمصاحب للمرأة باستمرار وهو مرتبط بالبكاء وحين ترتفع نسبة الهرمون في الجسم يسبب البكاء والذي قد يصل إلى حد النحيب لا تفهه الأسباب وهذا لايلغي عدم وجود هذا الهرمون بالرجل ولكنه بنسبه أقل من المرأة بكثير .
وهناك دراسة ألمانية توضح أن من الطبيعي أن المرأة تبكي في السنة ما بين
(30 إلى 60) مرة بينما الرجل ما بين ( 6 إلى 17) مرة ويتبين هنا الفرق الشاسع في كمية مرات البكاء .
أيضاً أسلوب التربية والجو التربوي التي تربينا عليها والتي كانت تقيد الرجل في البكاء وتتيح البكاء للمرأة تعد سببًا من الأسباب حيث تجد الأب والأم ينهران الولد عن البكاء ويقولان ( عيب الرجل ما يبكي البكاء للمرأة ) هنا تتولد حالة نفسية لدى الولد أن البكاء ليس من شيم الرجال وتجده يحبس دموعه في كل الظروف . وبعضهم يصور للرجل أن البكاء للرجل غالي بقوله ( أن دمعة الرجل غاليه الثمن )
لا تنزل لأي شيء مما سبب قساوة قلب الرجل .
ولنعود قلياً للبكاء فنجد أن البكاء يوضح لنا جلياً أن الباكي يشعر ويحس بالألم وليس على مالا يرام في معظم الأحيان أو أنه يواجه مشاكل قوية وكبيرة جداً يصعب عليه حلها أو ذكريات مؤلمة في الماضي مثلاً كفقدان عزيز عليه أو الحسرة على موضوع معين فاته. والباكي يبكي لأنه بحاجة الى عطف من حوله ويبكي لأنه لا يجد وسيلة للتنفيس عن الضغط النفسي الا الدموع، ويبكي حزنًا وقهرًا وفرحًا ايضا.
يوجد عدة أنواع للبكاء سأذكر أهمها وهي على النحو التالي :
1. البكاء من خشية الله تعالى وقد حث عليه في عدة مواطن في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة بل أن بعض الموطن أمر فيها بالبكاء وأذكر منها حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَهْبٌ حَدَّثَنَا أَبِي سَمِعْتُ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ)
2. بكاء الفرحة كبكاء الأب والأم وقت زواج أو نجاح الأبناء وهذا موجود .
3. وهناك دمعة غالية جداً وهي دمعة القهر حين تنغمر من العين بطريقة لا شعورية وتظهر وأنت مبتسم وتتحدث بشكل اعتيادي لكي لايشعر الناس يالها من دمعة غالية .
والبكاء محبب جداً ومطلوب من الجميع سواء كان الرجال أو النساء ولكن لنعلم أن سر قوة المرأة في دمعتها فدمعتها تثير المشاعر والأحاسيس عند الرجل بدرجة كبيرة جداً ولا أعمم فحين يجد الرجل المرأة يحن عليها ولا يستطيع تحمل نزول دمعتها وبعض الرجال يكره بكاء المرأة لسببين : إما أنه في شخصه حنون جداً ولا يتحمل بكائها ويلبي رغباتها ولكن أحذري أيتها الأنثى أن تستغلي هذه النقطة في الرجل لأنه لو وجد التمادي منك لن يعري الموضوع أي اهتمام وتسخرين في النهاية ، أو لأنه يكره البكاء أمامه لقسوة قلبه وأن الموضوع هذا لا يمثل لديه شيء يذكر .
من هنا أحبائي القراء نجد من خلال ما ذكر أعلاه إجابة على السؤال المطروح في بداية مقالي هذا .
لماذا تبكي النساء أكثر من الرجال ؟؟؟
نصحيه أخيرة : لا تحرموا أنفسكم من البكاء رجالاً كنتم أم نساء ولا تتوانوا ابدا في إنزال دمعتكم مهما كان فناهيك عن الفوائد الصحية للبكاء والتي أذكر منها أن يحسن الرؤية ، ينظف العين ، يخفف التوتر ، يخلص الجسم من السموم ، يحمي العين من المهيجات
فالبكاء يبعث الراحة النفسية والجسدية والعاطفية لكل انسان
فأبكوا وابكوا وابكوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه