الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

إمبراطور السكارى

 
نثر احمد بن هادي الكندي
نبتت من الغلاء والود
مغلفة بالعـفة وردة حمراء
وترعرع سناؤها
والأرض خصبة
مروية بالوصل والهناء
وتفتحت أوراقها وتلونت
بألوان المحبة والصفاء
وظلت تـنمو بعيني
فتاة كريمة وابنة الكرماء
حتى صارت شقيقة الفؤاد
بل شمس الحياة والهواء
واليوم أراها ذبلت
وكأنها زرعـت في جوف صحراء
ولا أعلم لمَ قتلت ؟؟
أهي حماقتي أم أنتِ الحمقاء
وبكيت عليها حزنا
وشددت شعري من شدة البكاء
ثم عدت وكفكفت دمعي
وحبست بصدري
صدى النواح والعواء
أتعلمين لماذا ؟؟
لأنها كانت رغبتكِ
سامح الله البخلاء
ما غركِ بقلب مخلص
أحبكِ وتعود منكِ على العطاء
ولم يخنكِ يوماً
وظـل يعشقكِ كـل صباح ومساء
لله عجبي يا قرة العين
ما سبب كل هذا التنكر والجفاء
لمَ تقسين وقد عرفتكِ
نبيلة فأين منكِ طبع النبلاء
لمَ سكبتِ ماء الفراق ..
لمَ أطفأتِ الشموع والأضواء
لله كم هي مرة دونكِ أيامي ..
بل عتمة ظلماء
لما أفـقـتِ علي
وقد كنت بهواكِ
إمبراطور السكارى
ارشف من زجاجاتكِ كؤوساً
تزيد العقل والحكمة للعقلاء
لما أبدلتِ حريتي بأغلال
الرقيق في سجون البؤساء
لما قتلتِ فؤاداً كان صرحاً
لأهل العشق شامخ البناء
لمَ ولمَ ...............
ولكن لن أطيل عليكِ
ولن أذرف دموعي العصماء
وها أنا ذا اليوم أعيد
وردتكِ إليكِ
و بها دمعة بتراء
قطعت بوسط بكائها
ولا أعلم
هل هي سوداء أم بيضاء
هل هي تبكي حزينة تنوح ..
أم تبكي فرحة وخيلاء
عفا الله عنكِ
اغفري لي زلتي
وأنسي هذا الهراء
وما أصابني منكِ لن أعجز
أن أجد له دونكِ دواء
خذي وردتكِ وبها مشاعر ذبلت
فلن يفيدني عليها البكاء
وما يجلب الجرح أن ضل لصاحبه
إلا الآلام وأصناف البلاء
خذي وردتكِ وارحلي
ففاقد الشيء لا يملك العطاء
واكتبي ذكرياتي
بصفحة تاريخكِ
على سطور الدعاء
وسأكتبها أنا
على جدران تاريخي
معول هدم لكل بناء
سأعزفها بأوتار الحزن
قصيدة يشمئز
ويترفع منها الهجاء
سأكتبها معلقة
مابين أضلعي
في أشعار النوح والرثاء
وأجعل من أبياتها قوساً
تـنبري من دونه الشعراء
سأخلدها كرمل الصحاري
وما خلوده ...؟
تذره الرياح والهواء
وأن أتعبتني ..!!
سأتركها لأيام الزمان
حتى ينجلي هذا البلاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه