السبت، 29 يونيو 2013

اخطاء التفكير


تحسست رأسي ثم قلت في نفسي هنا العالم ... وحمدت المولى عز وجل أني لوحدي مع أفكاري أعانق الخيال وأسير في أودية التفكير.. املك الحرية فيما أفكر فيه فلا رقيب ولا حسيب وبدأت التأمل في التفكير حتى أدركت أن عالمي هو ما اعتقد انه العالم وهو حدود تفكيري وقدراتي وما أستطيع أن اصل إليه بخيالي ... إذا العالم ليس واحدا وليس عالمي هو عالم غيري وليست حياتي مشابهة لغيرها .
ولكن ما اعتقد انه العالم هو اختزال لثقافتي وعاداتي وتقاليدي .... نقطة على السطر .... حبر على ورق وسياسة لاثقافة
من هنا بدأ الحديث مع صديقي العزيز الذي كنت أقول له أن كوارث العالم السياسية والاقتصادية والثقافية ماهي إلا إفراز من افرازات أخطاء التفكير التي يمارسها الجميع وعلى مستويات مختلفة تحت أشعة الشمس أو ضوء القمر .
وربما أوقعت هذه الأخطاء بسيادة دول وبعقيدة امة وبمصير شعوب , وكأنها أرواح أشباح حلت بأجساد الناس مترجمة سلوك التخريب والإرهاب والفسوق والخذلان .
وهكذا تغتال الإنسانية وتسحق الوطنية وتدمر المعتقدات الدينية ويصبح العالم هو عالم ذلك الخطاء الفكري الذي قديسيطر على الكثير فيجعلهم عبيدا لما يؤمنون به من نوازع فطرية وسقطات أخلاقية وثقافية .
وللخروج من دهاليز تلك الأخطاء يجب أن نعترف أولا أن هذه الأخطاء موجودة وان للتفكير عوامل تؤثر فيه منها \"
القدرات
العقلية والحالة المزاجية والميول الشخصية 
والتربية الو الدية والمعلومات الثقافية \"
وثانيا ً يجب أن ندرك أن للتفكير
انماطامتعددة منها \" التفكيرالعياني الملموس والتفكير الحدسي والتفكير الذاتي الخرافي والتفكير المثالي والتفكير الناقد والتفكير الاستدلالي والتفكير ألابتكاري وغيرها\"
وبعد هذا وذاك يوجد العديد من أخطاء التفكير المنتشرة في حياتنا اليومية والمؤثرة على شخصياتنا وطباعنا وعلاقاتنا واتخاذنا للقرار , وسأذكر جملة منها مما له الأثر الواضح في حياتنا اليوم .
أولا / اكتشاف الخلل يعني السبب في إيجاده .
قد لاندرك حجم وشدة الكثير من مشكلاتنا الصحية والنفسية والاقتصادية لان الإدراك الكامل لإبعاد هذه المشكلات والخوض في غمارها يتطلب قدرا من المعرفة والتخصص الذي لايحسنه الكثير منا فعندما يخبرنا احدهم بذلك الخلل فسرعان مانلقي اللوم عليه وكأنه هو المتسبب في إيجاد ذلك الخلل .
ثانياً / الاحتجاج بالقضاء والقدر فيما لايسوغ فيه الاحتجاج بذلك .
النقص والعيب والفشل المستمر يجعله البعض من الناس قدر من الأقدار ليقنعوا أنفسهم وغيرهم بشرعية أخطائهم .
ثالثاً / التوافق يعني السببية .
عند توافق أمرين في زمن واحد أو مكان واحد أو ظرف واحد يستنتج بعض الناس أن هذا التوافق يدل على السببية (بمعنى أن احد الأمرين سبب لحدوث الآخر) .
رابعاً / المشاعر فوق التفكير .
يتأثر التفكير بالمشاعر مما يحجب الإنسان عن رؤية الحقائق المجردة التي يحتاج أحيانا أن يرها كماهي في ارض الواقع
وخاصة في الجوانب الاقتصادية والسياسية فالقرار
 هنا يجب أن يكون بعيدا عن سيطرة المشاعر .
خامساً / الغاية تبرر الوسيلة .
يسمى بمبدأ \" ميكا فيللي \" وكانت ولادته في المجال السياسي في أوروبا ثم انتشر في العالم اجمع وامتد إلى جميع
المجالات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها , وهو مبدأ لايراعي الأخلاق والنظم والتشريعات وفيه قدر كبير من الأنانية والمكر
 وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة .
سادسا / كي تكون سعيدا لابد أن يرضى عنك الجميع .
من يعلق سعادته بكسب رضا الناس فقد علق سعادته بالمستحيل وخاصة على المستوى العقائدي كما قال تعالى
 ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) البقرة 12 .
سابعاً / المبالغة في التضخيم .
إن التضخيم في السلبيات أو الايجابيات لايعود على الإنسان بالخير بل يجعله فريسة للإحباط والحزن أو التكبر والعجب
والمصيبة الكبرى عندما يكون هذا التضخيم في القضايا الدينية أو القضايا الاجتماعية الحساسة ومن الأمثلة على ذلك
المرأة وما يدور حولها في كل يوم حتى أصبحت قضية فلسطين
 في المرتبة الثانية بعد قضيتها .
ثامناً / المبالغة في التصغير .
يكون للتقليل أو التحقير أو التهوين فيما يتعلق بالتصورات وألا فكار ويترتب على ذلك تصغير المشكلات الكبيرة مما
يجعل الإنسان يستسيغ الدونية ويقلل من المخاطر الوشيكة 
ونحن الآن لسنا ببعد عن ذلك .
تاسعاً / المبالغة في التعميم .
عبارات التعميم تقودنا إلى إصدار أحكام غير دقيقة وتبني تصورات وأفكار مشوهه تترجم إلى سلوك غير طبيعي يجعل
صاحبه يدور في فلكه الخاص البعيد عن الواقع .
عاشرا وأخيرا / التفكير الحدي .
ينمو التفكير ويمر بمراحل مختلفة في نموه ومن هذه المراحل النمو الحدي 
\" كل شيء أو لاشيء\" ولكن قد يتعطل هذا
النمو فيسبقه النمو الجسدي وهو مستمر في هذا النمط من التفكير مما يجعل الشخص في قفص التفكير الحدي

(وقالت
اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لايعلمون
مثل قولهم ...)

  البقرة 113.
.......................................................
وللختام نكهة أخرى يمتزج فيها الأمل والخيال بالواقع والحقيقة لنرسم لوحة فكرية إسلامية تنبض بتعلم أساليب التفكير
الصحيح الذي ينهض بالأمة ويجعلها في الصدارة كسابق عدها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه