الثلاثاء، 12 فبراير 2013

تألمت لما شاهدتُ وسمعتُ (2)


تألمتُ لما شاهدتُ وسمعتُ!
دخلت متجرًا كبيرًا مقتظًا بالناس فوجئت بأمٍ تتكلم مع ابنها بصوتٍ هادئ تطلب منه المزيد من الوقت حتى تنتهي من شراء احتياجاتها المنزلية، ولكن الرد كان قاسيًا من ابنها بالرفض وبصوتٍ مرتفع؛ ما جعل الآخرين ينظرون إليه، وقف رجلٌ لم تعجبني طريقة معالجته للموقف؛ حيث قال للشاب: هذه أمك؟!، فرد الشاب: نعم، فرد الرجل: طالما والدتك يجب أن تسمع كلامها والأغراض التي تشتريها سوف تأكل منها.. استحي واخجل.. أطع والدتك لها فضل كبير عليك، ولا يمكن أن ترد لها ما قدمته لك، وأن الله ورسوله عليه الصلاة والسلام.. إلخ، ممتاز ما ذكره لكن يفضل أن يقول كل هذا بصوتٍ منخفض وهادئ، ونتيجة لذلك الشاب لم يكون راضيًا لنصائحه، بل رد عليه بكلام جارحٍ، وحتى الأم لم تكن راضية بتجريح ابنها أمام الناس.. عندها تدخلت ومعي رجل أخر لإنهاء الموقف الذي تحول إلى شجار.. والحمد لله توفقنا في إنهاء المشكلة ودعوة الله لهما بالهداية.
تألمتُ لما شاهدتُ وسمعتُ!
دخلت مسجدًا لصلاة العشاء وبعد الصلاة وقف رجلٌ مسن يطلب المساعدة من المصلين، وبدأ يشرح ظروفه القاسية، وإذا برجل مسن تدخل وبصوت مرتفع: لا تكمل أخرج من المسجد ليس المسجد مكانًا لشحاتة، فرد عليه الرجل: أنت لو تعلم بظروفي لما طلبت مني ذلك، والظاهر أنت تتقاضى راتب تقاعد لكن أنا فقير، ثم قال: حسبي الله ونعم الوكيل عليك تنهرني أمام الناس وتمنعهم من مساعدتي، والله خوفت خوفًا كبيرًا موقن بقوة حسبي الله ونعم الوكيل ووقعها، وما يحصل على هذا الرجل.. عندها دعوة الله لهما بالهداية.
تألمتُ لما سمعتُ!
زرتُ صديقًا في منزله بعد صلاة المغرب بعد ساعة طلبت منه الاستئذان بالخروج، لكن أصر أن نُصلي العشاء ثم العودة لأن لديه موضوع مهم، ويريد مني رأيًا، فوافقت لطلبه، وبعد الصلاة والعودة إلى منزله طرح الموضوع كان طويلًا ومعقدًا، وطرحت رأيًا له والحمد لله وفقني الله في الحل لموضوعه، والحل ذكرته في أجر الصبر من الله، وكذلك إن المسامح كريم، وتابعت مشكلته من بعد، وصدمت لما سمعت أنه لم يصبر، ولم يسامح.. عندها دعوة الله له بالهداية.
تألمتُ لما شاهدتُ وسمعتُ!
أحد الأصدقاء دعاني لتناول وجبة العشاء ولبيت الدعوة وسعدت بها، وكان الجو باردًا جدًا، وكانت النافذة مفتوحة وسمعت شبابًا أصواتهم مرتفعة وألفاظًا وكلمات منبوذة، فسألت صاحب المنزل: هؤلاء الشباب بصورة مستمرة بجانب منزلك يسهرون؟!، فقال: لا يسهرون فقط، بل يستمرون حتى الساعة الثالثة صباحًا وأكثر، عندها قلت: ألم تنصحهم وجيرانك، فقال: فعلنا ذلك مرارًا دون جدوى.. فقلت: أقترح عليكم أن تطلبوا من إمام المسجد بالحضور إليهم وينصحهم، إن شاء الله يتجابوا، ولكن سوف أنزل الآن أحاول معهم، ونزلت وسلمت عليهم بدأت في الحوار معهم، وشرحت لهم كل ما بوسعي، لكن أحد الشباب عمره لا يتجاوز السابعة عشر أو الثامنة عشر كان متجاوبًا وشكرني على نصحي، لكن باقي الشباب رفضوا، واحد منهم قال: هل نحن عند منزلك؟!، قلت: عند منزل أخي وصديقي العزيز، فكان الرد شبه جماعي: يا عم جزاك الله خير لكن سنستمر.. عندها دعوة لهم بالهداية وهم يسمعون دعائي.
تألمتُ لما شاهدتُ وسمعتُ!
في أحد الشوارع الرئيسة رجل يقف بعربته مما سبب زحمة مرورية، وعندما عاد قائد العربة، قال له أحد المارة: يا أخي لماذا أوقفت عربتك هنا، لقد تسببت في الزحمة؟!، فرد وقال: هل هذا الشارع تملكه؟.. وذهب، قلت: سبحان الله تمنيت أن يسأل نفسه هذا السؤال، ولكن هناك بعضٌ من قائدي العربات يقومون بمخالفات مرورية تتسبب في حوادث مرورية مؤلمة جدًا.. أسأل الله لهم بالهداية.
بقلم / فؤاد تنكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه