الأربعاء، 16 يناير 2013

رؤية في التعليم



التعليم له أهمية كبيرة في المحافظة على هوية المجتمع ونقل الخبرات المتراكمة من جيل إلى جيل، ولم تعد أهميته فقط للبناء والتطوير, وإنما للحياة والأمن والتزكية وتحقيق الرفاهية , بل على عاتقه تكون المحافظة على التراث ومعرفة العقائد ومعرفة التعامل مع الواقع, وقد أشار إلى هذا الدكتور بكار بقوله" إن التعليم هو الوسيلة الأساسية التي تستخدمها الأمم في تكوين أبنائها في جميع المجالات, وعلى كل المستويات, هذا التكوين الذي يشتمل على تعريفهم بعقائدهم ومبادئهم وتراث أمتهم, ورؤيتها العامة للحياة, كما يشتمل على تزويدهم بالخبرات والمهارات التي تمكنهم من فهم عصرهم, والإسهام في دفع عجلة التقدم"(بكار,1422هـ,ص155)
"ان الدول المتطورة لم يتأتِ تطورها نتيجة الصدفة وإنما جاء نتيجة إيمانها بأن الاستثمار البشري هو من أفضل أنواع الاستثمار على الأطلاق ومن أكثرها فعالية وقدره على تطورالبلد وانتعاشه على كافة الاصعدة والميادين، وأن سياده البلد ومكانته بين الأمم الأخرى تتم عن طريق الاهتمام بتطوير الكائن البشري وتعليمه وتغيير سلوكه وتغذيته بالمسارات المعرفية والعقلية التي تسهم في تحقيق ذاته ذلك أنني أعتقد بأن الإنسان المريض يؤدي الى المجتمع المريض والعكس صحيح وأعني بالمرض هنا اضمحلال وتكسر أواصر الصحة النفسية لدى الفرد، لذا فأن الاهتمام بالعقل البشري وتطويره عن طريق تلميعه وصقله هو الغنى الحقيقي الذي يدر على الأمه بالخير والرفعة والازدهار"منقول
لم يعد غريبًا أن تُصرف كُبريات ميزانيات الدول المتطورة في القطاع التعليمي 'إيمانًا منها بتنمية الإنسان وبنائه في جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والعقلية, وتهيئة الأجواء البحثية, في دراسة احتياجات الواقع من أجل التطور والتقدم والازدهار؛ لأن عدم توافق الدراسات مع الواقع يعمل فوهة في التطوير والتحسين ولا تجد هذه الدراسات قبولها في التطبيق والممارسة وإنما على رفوف المكتبات وهذا مما لاشك فيه صدع وثلم بين الدراسات والواقع.
وأستطيع هنا القول أن التقدم يتطلب وضع استراتيجيات حديثة تتلاءم مع متطلبات العصر بنظرة واقعية متزنة في سعي منها للإجابة على أسئلة المجتمع ووضع الحقائق العلمية المبنية على الأرقام والاحصاءات, كل هذا في سبيل البحث عن صناعة إنسان قادر على التكيف والعطاء, من أجل النهوض بالأمة وتقدمها وازدهارها في ميادين العلم والمعرفة, فهل نحن نولي للبحث العلمي مكانته من حيث الكم والكيف في عالمنا العربي والاسلامي.
" إن ضعف البحث العلمي في العالم الاسلامي, لا يعود في المقام الأول إلى ضعف الإمكانات, وإنما إلى عدم إدراك أهميته والعناية به, وإلى سوء تنظيمه وإهمال ترشيده وتوجيهه" (بكار,1422هـ,ص291).
ومما ينبغي مراعاته حتى تستثمر هذه الطاقات العقلية بالشكل الأمثل أن يكون المتصدون لعملية التربية والتعليم من الذين يمتلكون المؤهلات العلمية والنفسية والشخصية الملائمة للسير بهذه العملية إلى بر الأمان أما أذا تصدى لهذه العملية من غير أهلها فهنا نقرأُ على الدنيا السلام.
١٤٣٤/٣/٤هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه