الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

((حب الالقاب والأسامي الرنانة))


تشهد الساحه ولادة الكثير من أصحاب الألقاب ومسمياتها في عالمنا المعاصر، فهذا يلقب بالأستاذ (بمرتبته العلمية) الذي يفترض فيه أن يكون ملما تمام الالمام ومتمكنا تمام التمكن بمادته العلمية منها والأدبية أو الفنية أو المهارية، وذاك بالعطوفة والذي يفترض فيه أن يكون أهلا للعطف والحنان لمن هم تحت قيادته، وهذا بالسعادة الذي يفترض فيه أن يسعد غيره كما أسعد نفسه، وذاك بالمعالي الذي يفترض فيه أن يكون أرفع الناس تواضعا لأن ما يأتي بعد العلو الا التواضع، فإن ظهور الاشخاص من يحملون الألقاب وشهادات وهم ليس خيراً لها. وتعكس صورة لنقص بدخل الشخص داته فكم من مدير يتعالى على موظفيه لمجرد جلوسه بكرسي عاجي يتعالى به على موظفيه، وكم دكتور جامعي يتطاول على من هم اصغر منه لمجرد انه يحمل حرفا قبل إسمه وأنه وصل الى مكانه علميه اكبر من الاخرين وتحقيرهم، فالإنسان ولد من تراب ويتوجب عليه ان يعلم بان ابن ادم مرجعه التراب وعلى كل شخص مهما علا بالمسميات او الالقاب أو بشهاداته او وظائفه او رتبته أن يعتلي بأخلاقه وحسن التعامل ويسمو بها للأخرين ويكون

 قدوة لمن حوله. فكل منا يحب أن يتحلى بأحلى الصفات، ويلقب بأحسن الألقاب وأجملها رفعة وسرورا، وهذه الطبيعة البشرية التي تدفع صاحبها من الداخل لينال شرف تلك الألقاب الحسنة، ولكن ليس على حساب الآخرين، بل ينالها بجده ونشاطه وحسن أعماله وتصرفاته وتدبيره ولا بظلمه للناس، فالألقاب أحيانا توهم وتوحي للناس بأن حامليها هم أصحاب عظمة وهيبة وعلو مقام بحيث تجعلهم يبتعدون عنها، فينأون عنها ولا يقتربون منها خوفا من أن يمسهم ضر أو سوء تنعكس سلبا على حياتهم وحياة ذريتهم من بعدهم فنعم للألقاب ان كان خلفها من يشرفها ولا تشرفه، ونعم للمبدعين المجردين من الألقاب، فهم حقا وقود التميز وعنوان الطموح فيترك بصمته بالخير في قلوب الاخرين بحسن التعامل والعمل الخالص لوجه الكريم. ونأخد من حبيبنا المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم مثالاً يحتدى به، حيث نشر الاسلام بأخلاقه وليس بحد السيف وقال تعالى في كتابه الحكيم (وإنك لعلى خلق عظيم).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه