الجمعة، 25 مايو 2012

اسكُـتي يا حُـرمة !!






في الصراع بين المرأة والرجل دائما ما تجرح القيم الحقيقية والمثلى في التعامل بين الطرفين وتنتصر غالبا العادات والتقاليد التي ليست بالضرورة أن تكون دائما على حق !.. وفي مجتمعنا بعض الكلمات التي جبلنا عليها بحكم التوارث أو السماع ومن ضمنها كلمة (حرمة) ولا أدري ما مصدر تسمية الأنثى بهذا الاسم ولكن لنا في رسول الله أسوة حسنة، وليت من ينادي نساءه بهذا اللفظ أن يتذكر بأن خير خلق الله كان ينادي زوجته (عائش) ليدللها وهي (عائشة) زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي مجتمعنا لازال بعض الرجال أو (الذكور) ينادون زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم بهذا اللفظ، وقد تختلف ردة فعل السيدة على حسب شخصيتها فالزوجة ذات اللسان الطويل لو قال لها زوجها: (اسكتي يا حرمة) لردت عليه بأعلى صوت:
(حرمت عليك عيشتك يا بعيد). أما الزوجة التي ابتلاها الله ببعل (بحرف العين وليس بحرف الغين) ذي قلب متحجر، فستطأطئ رأسها وتسكت وربما تنزل معها دمعة تأسفا بسبب ألفاظ لا تمت للدين بصلة، وفي المقابل هناك من لا ينادي أهله أصلا إلا مع ذكر كلمة (وأنت بكرامة) وهذه والله طامة كبرى ولا تمت لا لدين ولا لأخلاق ولا لعقل ولا لمنطق ولا لإنسانية بشيء !، لأن هذا (الذكر) كان في بيئة تعتبر فيها المرأة عارا يمشي على الأرض وخزيا ينبغي الترفع عن ذكره والدين من هذا براء، وعبارة (اسكتي يا حرمة) ليست الوحيدة في قاموس قمع النساء فهناك عبارة (لا تسوقي يا مرة) واسطوانة (الإسلام حلل أربع) والعبارة الأشهر (المرأة من البيت للقبر) أو (المرأة للتربية والطبخ).. ويعيش الجنس الذكوري على هذا الوهم إلى ما شاء الله.. وكفى.
bfatiny@gmail.com
الكاتب / أ. بسام فتيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني مروركم وتعليقاتكم الرائعه